Advertise here

ليلة الجنرال في 31 تشرين!

18 تشرين الأول 2022 09:34:57

أغلب الظن أن الأفكار التي ستجول في ذهن الجنرال (الرئيس المنتهية ولايته قريباً) على الطريق من قصر بعبدا إلى مقر إقامته الجديد في الرابية سوف يحتفظ بها لنفسه. قد لا يصارح بها أقرب المقربين إليه، ولا حتى زوجته، أو صهره الذي تسبّب له بكل الأذى السياسي الممكن وأفشل عهده منذ بدايته.
أغلب الظن أنه سيتذكر السنوات الست العجاف التي مر بها الشعب اللبناني في حقبة رئاسته من إنهيار العملة الوطنيّة إلى طوابير الذل أمام محطات الوقود وأفران الخبز إلى الإنقطاع التام للكهرباء وإنفصالها عن الشبكة، أو ربما يتذكر مشاريع السدود الفاشلة التي لا تخزّن المياه، أو لعله يستعيد كل أشكال العزلة العربيّة والدوليّة التي عاشها لبنان في عهده الذي لطالما إشتهر بإنفتاحه على العرب ودول العالم قاطبة.
أغلب الظن أنه سيفكر بالطبقة الوسطى التي إندثرت في عهده وفي مئات الأسر التي صارت تلامس في معيشتها اليوميّة خطوط الفقر، وسيجول بعينيه على الشوارع المظلمة والساحات الحزينة والمحلات المقفلة والطرقات المقفرة.
أغلب الظن أنه سيتألم لأحوال المرضى في المستشفيات الذين تكويهم الفواتير الملغومة، أو لمرضى السرطان الذين يفتقدون الأدوية العلاجيّة الأساسيّة، ولن ينسى حتماً المرضى الذين يقبعون في بيوتهم لأنهم لا يملكون الإمكانات الماليّة التي تتطلبها الطبابة والاستشفاء بعد إنهيار معظم تقديمات الهيئات الضامنة، وسيحزن حتماً لأنه لم يأت على ذكر قانون ضمان الشيخوخة بكلمة واحدة طوال ست سنوات، وهو على مشارف التسعين.
أغلب الظن أنه سيتذكر تلك اللحظات التي تلت إنتخابه رئيساً للجمهوريّة اللبنانيّة يوم الحادي والثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر 2016 عندما إستعرض الحرس الجمهوري ومشى على السجادة الحمراء وأعيد تشغيل نافورة مياه الحديقة الخارجيّة وإضاءة القصر الرئاسي إحتفاء بوصوله، وسيتأسف أنه يُسلم البلاد بواقع أسوأ مما استلمه رغم أنه وصل إلى الرئاسة بعد عامين ونصف من الفراغ كان هو سببه أيضاً!
أغلب الظن أنه سوف يصل إلى قناعة أن قيادة التيار أسهل من الرئاسة. في التيار، يستطيع أن يكون الآمر الناهي دون جدل أو نقاش، بل على العكس أي قرار يتخذه هناك يُقابل بالتصفيق والترحيب حتى أن عيون البعض من “التياريين” غالباً ما تغرورق بالدموع حينما تسمع نبرة صوته. الأمر لم يكن كذلك في رئاسة الجمهوريّة.
أخيراً، أغلب الظن أن كل السيناريو أعلاه لا يعدو كونه سيناريو خيالي، فالرئيس لن يرف له جفن ولن يكترث لكل الاعتبارات أعلاه لا بل سيوزع الابتسامات العريضة يميناً ويساراً على المناصرين الذين تشير عليهم قيادتهم في كل مرة بتحويل الهزيمة المدوية إلى انتصار مصطنع من 13 تشرين إلى 31 تشرين!