Advertise here

الإصابات بـ "الكوليرا" تتزايد... والمطلوب مواجهة تبدأ بتأهيل البنى التحتيّة

18 تشرين الأول 2022 07:51:50 - آخر تحديث: 18 تشرين الأول 2022 08:16:07

اعلن عن الاشتباه في اصابة أمرأة اربعينية في مخيم نهر البارد بالكوليرا امس الاول ، وعوارضها التهابات حادة واسهال وتقيوء وانخفاض بالضغط، فنقلها الدفاع المدني الفلسطيني الى المستشفى الاسلامي في طرابلس، ومنه الى الحجر الصحي في مستشفى طرابلس الحكومي، ولفتت اوساط المخيم ان مخاطر تفشي الكوليرا في المخيم كبيرة لاسباب عديدة اهمها فقدان المياه النظيفة والبيئة الملوثة وغياب الرعاية الصحية من الاونروا التي قلصت خدماتها..

اصابة مخيم نهر البارد ليست الوحيدة، ففي طرابلس حالات تجاوزت ال 15 حالة يشتبه فيها، ولا تزال قيد الدراسة والتدقيق المخبري.

وباء الكوليرا بات هاجسا لدى ابناء الشمال، خاصة في احياء طرابلس الشعبية التي تعاني من انقطاع الكهرباء والمياه، مما دفع بالمواطنين الى شراء المياه ونقلها بالصهاريج دون توافر ادنى مقومات النظافة والسلامة العامة، عدا  رداءة البنى التحتية واهتراء شبكات مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي، وهذا ما لاحظه وزير الصحة الدكتور فراس الابيض في جولته الاخيرة في طرابلس والشمال، الامر الذي استدعى ان يدق ناقوس الخطر، وقال ان المسؤولية لا تقع فقط على وزارة الصحة، انما نشترك فيها مع وزارة الاشغال العامة ومع وزارة المياه والطاقة، والمطلوب استنفار وزاري لتشكيل هيئة طوارىء صحية تبدأ بمعالجة مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي لرفع التلوث، اضافة الى ان ازمة شبكات الصرف لا تزال تصب في البحر عند كورنيش الميناء وتتسبب بانبعاث الروائح الكريهة، التي لم تحرك للوزارات المعنية ساكنا، وفي الامر دلالة على هشاشة الاوضاع الصحية في طرابلس، وتتشكل بيئة حاضنة لوباء الكوليرا ...

في الاوساط الشعبية غضب عارم على ما تعانيه المدينة من اهمال وتجاهل، ويعبر عن هذا الغضب عدد من المواطنين في الاحياء الشعبية، حيث تتراكم النفايات في الزوايا وبالقرب من مصادر المياه. وبسبب انقطاع الكهرباء الدائم، فان اسباب التلوث تبقى جاهزة لاحتضان الاوبئة والجراثيم في غياب برامج التوعية الصحية المكثفة والمطلوبة، والتي تستدعي من وزارة الصحة تنظيم اوسع حملة توعية صحية لمواجهة الكوليرا وكافة انواع الاوبئة، عدا  تنظيم جولات مراقبة صحية على مصادر المياه، وتوفير الطاقة الكهربائية لمحركات المياه، وتوفير مادة المازوت لتشغيلها، وان ذلك يستدعي اهتماما جديا يتخطى البيانات والتصاريح الاعلامية التي تبقى في اطار التمنيات، فالوباء يحتاج الى مواجهة جدية قبل ان يتفشى طالما انه الى الآن لا يزال تحت السيطرة.