Advertise here

هي "لعنة العصر"...

17 أيار 2019 14:30:00 - آخر تحديث: 17 أيار 2019 15:27:17

الأول من أمس (15 أيّار 2019) توحدت فلسطين: رجالها ونساؤها. شاباتها وشبانها، وعجائزها... "رام الله" و "غزة"...

حتى "فتح" و "حماس"!! فقد تذكر الجميع، ولم ينس أحد، في الوطن وأقطار الشتات، وعلى مدار الدنيا، أن النكبة وقعت في ذلك اليوم، قبل 71 سنة، فاستيقظت فلسطين لتعلن للصهيونية العالمية، ولاسرائيل والعالم، أنها، الوطن، الارض، والشعب، والأجيال المتواصلة، بكل تاريخها، وبكل أجيال شهدائها، حاضرة في هذا اليوم، وكأنها في الأمس الذي عبر...

فلسطين الـ 48 الباقية صارت عجوزاً لكن ذاكرتها حيّة، مستيقظة، وشاهدة على عمر من الدم، والدمار، والمفتاح الحديد في الزنار، وفي الاعناق. هو الرمز الواعد بالعودة، مهما طال الزمن، وتعددت الأجيال... حلم؟... لا بأس... إنه عدو اليأس... والإيمان قوة وسلاح...

في المقلب الآخر من العالم، بلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب السنة الثالثة من ولايته التي تنتهي في أوائل خريف العام المقبل 2020، وكما كل رئيس أميركي لن يكتفي بولاية واحدة، بل هو يعمل لولاية ثانية. وكما كل رئيس أميركي (جمهوري أو ديموقراطي) يتطلع ترامب إلى موعده في معركة ثانية مع مرشح الحزب الديموقراطي.

وكما هو معروف، وصل ترامب إلى البيت الأبيض مكللاً بعار التزوير الانتخابي، ومع من؟... الخصم الأول للديموقراطية الاميركية في العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين! وقد شارفت ولاية ترامب نهاية السنة الثالثة، ولم تنته، بعد، تحقيقات رجال الاستخبارات، ولجان التدقيق في الكشوفات، ومحاضر وجداول الناخبين الاميركيين التي اخترقتها قرصنة مخابرات روسية أدت نتائجها الى إعلان فوز ترامب على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

لكن السؤال الذي لا جواب عنه، هو: لماذا يتدخل الكرملين الروسي لنصرة ترامب رجل الاعمال الاميركي، الفوضوي، الفج، الذي يفتقد الثقافة السياسية، والمؤهلات الاكاديمية، والقانونية، ومعها الامانة، والذمة الذاتية؟... وقد يكون الجواب عن هذا السؤال هو: إذا كان الرئيس الاميركي من هذا الطراز، فلماذا يتدخل الكرملين لافشاله؟!

ربما كان هذا المنطق في اساس الاستراتيجية السياسية التي تعتمدها موسكو في التعامل مع حكومة نتانياهو الذي كانت له أخيراً زيارة رئاسية للكرملين، ولقاء مطولاً مع الرئيس فلاديمير بوتين... فهل كانت ورقة "صفقة العصر" الاميركية مطروحة في ذلك اللقاء؟... من الصعب التكهن، وإذا كان ذلك قد حدث فمن الصعب الظن، أو الشك، في موقف الرئيس بوتين من القضية الفلسطينية، ومن منظمة التحرير برئاسة محمود عباس وحكومته.

ولا بد ان "أبو مازن" قد تبلغ خلاصة موقف موسكو بوضوح. خصوصاً ان ورقة "صفقة العصر" آتية من "خارج هذا العصر"...

...وهنا خلاصتها في نسخة نشرت على احد مواقع التواصل الالكتروني، وتتضمن مشروع "إتفاق ثلاثي" بين إسرائيل و "منظمة التحرير"، و "حماس"!!

وفيما يلي النقاط الرئيسية كما سُربت من مصادر ديبلوماسية ونشرت في بعض وسائل الإعلام:

-الاتفاق
يتم توقيع اتفاق ثلاثي بين إسرائيل ومنظمة التحرير وحماس وتقام دولة فلسطينية يطلق عليها "فلسطين الجديدة" على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة من دون المستوطنات اليهودية القائمة.

-إخلاء الأرض
الكتل الاستيطانية كما هي تبقى بيد إسرائيل وستنضم إليها المستوطنات المعزولة وتمتد مساحة الكتل الاستيطانية لتصل إلى المستوطنات المعزولة.

-القدس
لن يتم تقسيمها وستكون مشتركة بين إسرائيل وفلسطين الجديدة، وينقل السكان العرب ليصبحوا سكانا في فلسطين الجديدة وليس إسرائيليين- بلدية القدس تكون شاملة ومسؤولة عن جميع أراضي القدس باستثناء التعليم الذي تتولاه فلسطين الجديدة، وفلسطين الجديدة هي التي ستدفع لبلدية القدس اليهودية ضريبة الأرنونا والمياه.

كما أنه لن يسمح لليهود بشراء المنازل العربية، ولن يسمح للعرب بشراء المنازل اليهودية. لن يتم ضم مناطق إضافية إلى القدس. ستبقى الأماكن المقدسة كما هي اليوم.

-غزة
ستقوم مصر بمنح أراض جديدة لفلسطين لغرض إقامة مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة، دون السماح للفلسطينيين بالسكن فيها.

حجم الأراضي وثمنها يكون متفقا عليه بين الأطراف بواسطة الدول المؤيدة، ويأتي تعريف الدول المؤيدة لاحقا/ ويشق طريق أوتستراد بين غزة والضفة الغربية ويسمح بإقامة ناقل للمياه المعالجة تحت أراض بين غزة وبين الضفة.

-الدول المؤيدة
الدول التي وافقت على أن تساعد في تنفيذ الاتفاق ورعايته اقتصاديا وهي (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج المنتجة للنفط).
ولهذه الغاية يتم رصد مبلغ 30 مليار دولار على مدى خمس سنوات لمشاريع تخص فلسطين الجديدة. ( ثمن ضم المستوطنات لإسرائيل وبينها المستوطنات المعزولة تتكفل بها إسرائيل).

- توزيع المساهمات بين الدول الداعمة
الولايات المتحدة الأمريكية 20?، الاتحاد الأوروبي 10?، دول الخليج المنتجة للنفط 70?، وتتوزع النسب بين الدول العربية حسب إمكانياتها النفطية (وتفسير تحميل دول النفط غالبية تكلفة المشروع أنها هي الرابح الأكبر من الاتفاق).

-الجيش
يمنع على فلسطين الجديدة أن يكون لها جيش والسلاح الوحيد المسموح به هو سلاح الشرطة.

سيتم توقيع اتفاق بين إسرائيل وفلسطين الجديدة على أن تتولى إسرائيل الدفاع عن فلسطين الجديدة من أي عدوان خارجي، بشرط أن تدفع فلسطين الجديدة لإسرائيل ثمن دفاع هذه الحماية ويتم التفاوض بين إسرائيل والدول العربية على قيمة ما سيدفعه العرب للجيش الإسرائيلي ثمنا للحماية.

-الجداول الزمنية ومراحل التنفيذ
عند توقيع الاتفاقية: تفكك حماس جميع أسلحتها، وتسليحها ويشمل ذلك السلاح الفردي والشخصي لقادة حماس ويتم تسليمه للمصريين. يأخذ رجال حماس بدلا عن ذلك رواتب شهرية من الدول العربية. تفتح حدود قطاع غزة للتجارة العالمية من خلال المعابر الإسرائيلية والمصرية وكذلك يفتح سوق غزة مع الضفة الغربية، وكذلك عن طريق البحر.

بعد عام من الاتفاق تقام انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين الجديدة وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات.

بعد مرور عام على الانتخابات يطلق سراح جميع الأسرى تدريجيا لمدة ثلاث سنوات.

في غضون خمس سنوات، سيتم إنشاء ميناء بحري ومطار لفلسطين الجديدة وحتى ذلك الحين يستخدم الفلسطينيون مطارات وموانئ إسرائيل.
الحدود بين فلسطين الجديدة وإسرائيل تبقى مفتوحة أمام مرور المواطنين والبضائع كما هو الحال مع الدول الصديقة.

يقام جسر معلق يرتفع عن سطح الأرض 30 مترا ويربط بين غزة والضفة وتوكل المهمة لشركة من الصين وتشارك في تكلفته الصين 50%، اليابان 10%، كوريا الجنوبية 10%، أستراليا 10%، كندا 10%. أميركا والاتحاد الأوروبي مع بعضهما 10%.

-غور الأردن
سيظل وادي الأردن في أيدي إسرائيل كما هو اليوم، وسيتحول الطريق 90 إلى طريق من أربعة مسارات، وإسرائيل تشرف على شقه، منها مسلكان يكونان للفلسطينيين ويربطان فلسطين الجديدة مع الأردن ويكون الطريق تحت إشرافهم.

-العقوبات
في حال رفضت حماس ومنظمة التحرير الصفقة، فإن الولايات المتحدة سوف تلغي كل دعمها المالي للفلسطينيين وتعمل جاهدة لمنع أي دولة أخرى من مساعدة الفلسطينيين.

إذا وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على شروط هذا الاتفاق ولم توافق حماس أو الجهاد الإسلامي، يتحمل التنظيمان المسؤولية وفي أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحماس، ستدعم الولايات المتحدة إسرائيل لإلحاق الأذى شخصيا بقادة حماس والجهاد الإسلامي، حيث أن أمريكا لن تتقبل أن يتحكم عشرات فقط بمصير ملايين البشر.

في حال رفضت إسرائيل الصفقة، فإن الدعم الاقتصادي لإسرائيل سوف يتوقف.

...هل هذا هو "الحل" والعدل، بعد قرن من الزمن مضى في النضال، والشهادة، والتشرد، والصبر، والإيمان، للمضي في الكفاح حتى تقوم فلسطين وطناً لاهلها، وشعبها، و "امتها العربية" كما الاوطان والشعوب المستقلة، الحرّة، والوفية؟

هذا وهم...
فلسطين وطن، وشعبها حي...
وهو على الوعد، من جيل إلى جيل...
حتى قيامة الحق والعدل...
...وما الوثيقة إلا لعنة هذا العصر...