Advertise here

مخاض الترسيم... الصورة تنحى إلى الايجابية؟

11 تشرين الأول 2022 08:00:00 - آخر تحديث: 11 تشرين الأول 2022 08:49:21

ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل في العناية الاميركية المركّزة. بحيث، ستتبلور الوجهة النهائية لهذا الملف في غضون ايام قليلة جداً، قد لا تتعدّى نهاية الاسبوع الجاري.
 
وبدا جلياً في الساعات الماضية انّ نبرة التصعيد التي تعالت في اجواء ملف الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل قد تراجعت، وعادت اسهم الاحتمالات الايجابية ترتفع وتؤشر إلى قرب توقيع اتفاق بين الجانبين.

 
وفيما لفتت مصادر مواكبة لهذا الملف عبر "الجمهورية" الى أهمية الاتصال الاخير الذي اجراه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين برئيس الجمهورية قبل يومين، واطلعه فيه على النتائج الاخيرة للاتصالات حول ترسيم الحدود البحرية"، مؤكّداً أنّ "جولات النقاش خُتمت وتمّ تحديد الملاحظات وسيرسل الصيغة النهائية للاقتراح خلال الساعات القليلة المقبلة"، نُقل عن مصدر ديبلوماسي لبناني قوله، إنّ "لبنان يربط الموافقة النهائية على العرض الأميركي بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بعودة اجتماعات الناقورة التي ستتمّ فيها صياغة المحاضر وتثبيت الإحداثيات التقنية". مضيفاً: "العرض الأميركي سيصل لبنان في الساعات المقبلة"، فبعد إقفال الوسيط الأميركي باب النقاش حول عرض ترسيم الحدود البحرية الجنوبية واستعداده لتقديم صيغة نهائية منقحة، فإنّ لبنان يكون قد حقق أحد مطالبه، وهو عدم ربط التنقيب والاستخراج في البلوك 9، وما يُسمّى حقل قانا غير المستكشف بمفاوضات إسرائيل مع شركة "توتال" الفرنسية حول حصتها من عائدات الجزء الجنوبي من هذا الحقل الواقع جنوب الخط 23".

 
ولفت مسؤول كبير إلى ما سمّاه الزخم الاميركي الذي يدفع بملف الترسيم الى الامام"، وقال لـ"الجمهورية": "واضح من المقاربة الاميركية لملف الترسيم انّه يحظى بأولوية ربما اكبر من اولويات سائر الاطراف المعنية فيه. فواشنطن تريد استخراج الغاز سريعاً سداً لحاجة حلفائها الاوروبيين، وتبعاً لذلك، يبدو جلياً انّ ادارة جو بايدن تتعاطى معه كملف ملزم أخذته على عاتقها عبر الطرح الاخير الذي أدخل الاسرائيليين بمزايدات انتخابية حوله، فيما وافق عليه لبنان ووضع بعض الملاحظات التي نعتقد انّ الاميركيين يتفهمونها. وعلى هذا الأساس بنى هوكشتاين صيغته النهائية التي قال انّه سيرسلها إلى لبنان ونعتقد انّ مضمونها ايجابياً".

 
ولفت المسؤول عينه إلى انّ الصورة تنحى إلى الايجابية خلافاً للأجواء التي اشاعها الاسرائيليون في الايام الاخيرة وعادوا وخففوا من نبرتهم، وقال: "اعتقد انّ ما يجري في اسرائيل من مناوشات هو جزء من سيناريو اخراج الاتفاق. حيث انّ كل الاطراف باتت تقارب هذا الملف بأنّ الاتفاق بات امراً واقعاً وليس بعيداً".
 
وفيما اكّدت مصادر حزبية مسؤولة لـ"الجمهورية"، انّ الاسرائيليين لا يريدون التصعيد، بل ويتجنبون القيام بأي خطوة من شأنها ان تؤدي الى شيء من التصعيد، وقد وصلتنا رسالة مباشرة في الايام الاخيرة تفيد بعزم اسرائيل على القيام بما سمّوه اختبار ضخ تجريبي من حقل "كاريش" وليس استخراج الغاز او النفط، وانطوت هذه الرسالة على تأكيد بأنّ هذه الخطوة ليست تصعيدية ولا ترمي الى ذلك. وقد أُبلغت هذه الرسالة الى "حزب الله" قبل ايام من اعلان الشركة البريطانية عن تجربة الضخ من البحر إلى البر.