Advertise here

الكوليرا تُطلّ برأسها... فهل ينجح لبنان في الإمتحان؟

07 تشرين الأول 2022 10:23:46 - آخر تحديث: 07 تشرين الأول 2022 11:21:34

سجّل لبنان أوّل إصابة بالكوليرا منذ العام 1993، وفق ما أعلن وزير الصحّة في حكومة تصريف الأعمال فراس أبيض. وهذا الأمر غير مُستغرَب بعد الإنتشار الواسع للمرض في سوريا منذ الشّهر الماضي، حيث سُجِّلت وفاة 39 شخصاً على الأقلّ. كيف هو الوضع في لبنان؟ وهل من داعٍ للقلق؟

تُشير مسؤولة البرامج في منظمة الصحة العالمية في لبنان د. أليسار راضي إلى أنّ "المنظّمة كانت تُراقب الوضع مع وزارة الصحة بدقّة، وكان متوقّعاً تسجيل إصابات بالكوليرا، لأنّ هذا المرض يتفشّى بسرعة في المياه والبراز".
وتوضح في حديثٍ لموقع mtv، أنّ "لبنان يُعاني من مشكلة في المياه وفي التخلّص من البراز، وتزداد الخطورة في مناطق معيّنة، حيث يكثر الأهالي من زيارة سوريا واستقبال عائدين منها"، لافتةً إلى أنّ "الكوليرا متفشّية في كلّ المقاطعات هناك، والإنتشار في لبنان متوقّع".

وبعد الإعلان عن تسجيل حالة كوليرا مؤكّدة في حلبا، تكشف د. راضي أنّ هناك حالتَي إصابة بالمرض إحداهما لشخص من التابعيّة السوريّة والأخرى تعود للممرّضة التي اهتمّت به في المستشفى"، متوقّعةً أن نشهد في الأيام المقبلة تسجيل المزيد من الحالات.
المشهد ليس سوداويًّا كما يظنّ البعض، إذ تُطمئن المسؤولة في منظّمة الصحة العالميّة أنّ "الأمر الإيجابي هو توفّر جهوزيّة لا بأس بها في وزارة الصحة، كما أنّ الأدوية متوفّرة والأمصال اللازمة أيضاً، وتمّ تعيين 8 مستشفيات تُعتمد كمرجعيّة". وتُضيف: "نحن كأمم متّحدة وكمنظّمة صحّة تحديداً، والجمعيّات الأهليّة نسعى جاهدين لتجهيز هذه المستشفيات بأسرع وقتٍ ممكن".

كيف يُمكن مواجهة هذا الوضع؟ تُجيب د. راضي بأنّ "هناك مسؤوليّة شخصيّة توجب على كلّ فرد الإنتباه جيّداً وعدم تناول الطّعام في محالٍ غير موثوق بها، مع التّشديد على أهمّية غسل اليدين والحفاظ على النّظافة الشخصيّة، والتأكّد من نظافة المياه المُستخدَمة".
وتقع مسؤوليّة على الدولة أيضاً، "إذ يتوجّب عليها مُراقبة وضبط شبكة توزيع المياه على كافة الأراضي اللبنانيّة، ووضع جهدٍ إضافيّ أقلّه في هذه الفترة لاحتواء الوباء بسرعة"، وفق المسؤولة.
وتُضيف: "هناك مشاكل كبرى في موضوع المياه في لبنان، خصوصاً وأنّه مرتبط بالكهرباء". كما تُشير إلى "ضرورة وجود مراكز تجميع للمجاري الصحية، فلا يجب أن تكون متفلّتة في الطبيعة والبحر والأنهر... كلّها تحمل جرثومة الكوليرا وتنقلها إلى المنازل!".

كذلك، تؤكّد د. راضي "أنّنا كأمم متحدة وكمنظّمة صحّة عالميّة، جاهزون لدعم الدولة اللبنانيّة، وهذا الدّعم بدأ منذ فترة".
وتؤكّد أنّ "لدى لبنان كلّ المقوّمات إذا حصل تنسيقٌ جيّد بين الجهات المعنيّة لاحتواء وباء الكوليرا ومنع تفشّيه بشكلٍ كبير، كما يحصل في سوريا ودول أخرى مثل العراق وباكستان، مع الإشارة إلى أنّ السّبب الأساس لانتشار الكوليرا في هذه البلدان هو القدرة المحدودة على التنسيق المستدام".

فهل ينجح لبنان في هذا الإمتحان؟ الجواب رهن الأسابيع والأشهر المُقبلة.