تعذّر على اللبنانيين فهم الأسباب التي تَكمن وراء العرقلة المتكررة من قبل رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل لتشكيل الحكومة، ففي حين إقترب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من الموافقة على إلغاء فكرة إضافة 6 وزراء والموافقة على تغيير وزيريْن، عاد باسيل ليَضع العراقيل من جديد من خلال تغيير وزرائه وهذا ما دفع بالرئيس المُكلف نجيب ميقاتي رفض الشروط الباسيليّة.
ويبدو وفق مصادر مُطّلعة على مسار التأليف، بأنّ"باسيل ينتهجُ المُماطلة وصولًا إلى "الوقت المحشور" ليُلزِم الأفرقاء على إعطائه الثلث المُعطل لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، ولا يتم الطعن بأيّ قرارات حكوميّة في حال كانت حكومة تصريف أعمال".
ويعتبرُ باسيل أن قبوله بأي حكومة هو يطلق الرصاص على رأسه ويُسلم بالإنتحار فقبوله بحكومة لا يكون نصيب التيار فيها وازن هو يعني أن الدور السياسي لـ"التيار الوطني الحر" قد إنتهى مع نهاية العهد، حتى الحليف حزب الله لم يتمكّن من تليين "العناد الباسيلي"،حتى إنه عجز عن تليين موقفه فالقصة بالنسبة لباسيل هي قصة حياة أو موت لأنّ مستقبل "التيار" يحتاج إلى ضمانات سياسيّة قبل طوي صفحة العهد في 31 تشرين الحالي"، وفق ما تُشير المصادر لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة.
وعلى الضفة الأخرى تَبقى المصادر "الميقاتيّة"على تفاؤلها بتشكيل قبل نهاية العهد وتقول لـ"الأنباء": "لا يُمكننا أن ننعي الحكومة فالأمل موجود بتذليل العقبات والسيّر بإنجاز هذا الإستحقاق حتى النهاية".
بقيَ وبما أننا وصلنا إلى المُربع الأخير من "العهد العوني"، فهَل سيَحمل رئيس التيار" وزر" رمي اللبنانيين إلى جهنم التي وعد بها عمّه ليُثبتَ مقولة "أنا ومن بعديَ الطوفان"، يبقى الجواب رهنُ الأيّام المُقبلة؟