إستمرّ دخول الجثامين من طرطوس السورية إلى الشمال اللبناني أمس لليوم الرابع على التوالي بعد حادثة غرق «مركب الموت» قبالة طرطوس وجزيرة أرواد السورية، في وقت تتضاءل فيه الآمال بالعثور على ناجين أو حتى بمعرفة هويات بعض الجثث من قبل الذين يبحثون عن أقاربهم بعد معرفتهم أنهم كانوا على متن هذا المركب.
وكان عداد الضحايا أمس قد ناهز المئة حتى ساعات الظهر بعدما أفادت مديرية الموانئ السورية في تصريح بأن «عدد ضحايا المركب الذي غرق قبالة ساحل طرطوس ارتفع إلى 99 شخصاً حتى الآن، وذلك بعد العثور صباح اليوم (أمس) على جثة جديدة».
في هذه الأثناء استمرّت المناشدات من داخل طرطوس إلى الأهالي وأقارب الضحايا للتوجه إلى مستشفى الباسل في محاولة للتعرف على الجثث المتبقية. وكشف الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير أمس عن «وجود أربعين جثة لشهداء غرقوا في الزورق قبالة جزيرة أرواد السورية ولم يتم التعرف الى هوياتهم». بالمقابل كشفت المعلومات أن عدد الفلسطينيين الذين كانوا على متن القارب 30 نجا منهم 3 وتمّ التعرف على 8 من الجثث فيما بقي 19 في عداد المفقودين، بينما تتحدث المعلومات عن وجود 50 راكباً لبنانياً والباقي من الجنسية السورية معظمهم من الداخل السوري وليس من النازحين إلى لبنان.
في هذه الأثناء لا تزال قضية مركب الموت والهجرة غير الشرعية مدار جدل واسع في عكار وطرابلس، وسط حديث يتم تناقله عن تورّط رؤوس كبيرة من أمنية وسياسية إلى جانب المهرّبين، في تدبير الرحلات وتوزيع الأموال، حيث أن أحد المراكب الذي غادر الشمال قبل مدة قد جمع من راكبيه مبلغاً بحدود 750 ألف دولار أميركي. رحلة الموت أيضاً بدأت تتكشّف تفاصيلها من خلال بعض الناجين الذين يشيرون إلى أنها كانت أشبه بكابوس حاول خلالها القبطان أكثر من مرة بألا يخرج بها، لكنه أُجبر من قبل منظم الرحلة وأن المركب تعطل عدة مرات حتى تعطّل نهائياً وهوى رأساً على عقب بعد مسير 6 ساعات بفعل الأمواج العاتية.