Advertise here

لحظات عابرة

24 أيلول 2022 13:09:35

نبكي في تلك اللحظة ...
لحظة فقد الأحبة...
نبكي لتجف الدموع....  
وتتحرّر قطرات الحزن من قضبان العين...
ومن ثمَّ نعود قلبنا على الكثمان .... 
ويسرق الأحبة بئر الأسماء.... 

في منتصف كلِّ ليلة, كلِّ ليلة. تتعالى صراخات الموتى  مستغيثةً موجعةً متألمةً! تصرخ وتصرخ:"أخرجوني من هذا المكان اللعين... أريدُ العودة إلى حياتي ... أرغبُ تنشق الهواء النقي، سئمتُ من رائحة الموت النتنة ... سئمتُ النظر إلى العالم الآخر من هذه الفتحة الصغيرة، وأنا سجينة قاع الأرض المليء بالقصص المحزنة المبكيّة.  

أشاهد العالم الموازي وأرى كيف يلعب  الأولاد بفرح  والإبتسامة لا تُفارق مُحياهم، وأرى كيف يعيش البشر حياتهم بدوننا سعداء... فرحين يقضون حياتهم واعمالهم اليومية غير مكترثين لمن يركن جوف الأرض يتوسلون ملك الموت لارجاعهم على قيد الحياة. ولكن أودُّ العودة ... أرغب برؤية الطبيعة الخلابة .... وسماع صوت العصافير.... فكلِّ شيء فوق الأرض جميل ومدهش. ولكن لم ندرك قيمته ولم نقدر نعمتنا." 

وعند طلوع الشمس من مخبئها المعتاد، يكون هذا الجبار منتصبا على أعالي الجبال، محدقا نحو الأفق البعيد، متأملا الأرواح المارة مخاطبا قائلا:" ها قد إنتهى يوم آخر من حياتكم يا معشر البشر... كلكم راحلون! ستتمنون لو انكم أدركتم قيمة الأشياء من حولكم! تمضون حياتكم هاربين من هذه اللحظة لحظة الموت ...  متناسين الحقيقة، خائفين من لحظة الوداع." يخيم الصمت لدقائق  !!   ومن ثمَّ يكمل:"تركضون و تركضون مسرعين نحو الهاوية، تقدسون المال وتكفيرون العشق، تعبدون الرفاهية وتستحقرون الحب! معتقدين انكم على صواب وأنتم في خضم  الخطأ، وعند حلول الساعة تترجونني ان ابقيكم على قيد الحياة لو حتى لدقيقة واحدة فقط من أجل الاعتراف بمشاعركم المدفونة مند زمن طويل."

ومن ثمَّ ينهي كلامه قائلا :" إتخدوا الحب ملجأكم الوحيد، وقدسوا كل شيء جميل. لا تكبثوا مشاعركم بل إفصحوا عنها و حرّروها من قضبان فؤادكم المنهك المتعب، فالحياة قصيرة يا معشر البشر..!!