Advertise here

بعد البيان الثلاثي.. لبنان امام "الطائف" ولا حل الا من خلاله!

22 أيلول 2022 14:02:05

على رغم الازمات التي يعاني منها، ما يشبه التخلي الدولي عنه، كان لبنان حاضرا في نيويورك امس، على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث اجتمع ممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية لمناقشة الملف اللبناني.

وخرجوا ببيان يؤكد دعم بلادهم المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، ويشدد على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وانتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني يعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة الحالية، الى جانب تشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات الهيكلية. كما عبّر المشاركون في الاجتماع عن استعدادهم للعمل المشترك مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإصلاحات الأساسية التي تعد حاسمة لمستقبل الاستقرار والازدهار والأمن في لبنان.

وفي تعليقه على البيان المشترك، غرد سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري عبر حسابه على "تويتر"، معتبرا ان البيان رسالته اتفاق الطائف وهو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان".
وها هو لبنان مجددا امام اتفاق الطائف، ويفهم من هذا البيان قطع الطريق امام ما يحكى عن تسويات جديدة او مؤتمر تأسيسي... اي انه دعوة صريحة للالتزام بالدستور، والانطلاق منه من اجل الاصلاح.

وفي السياق عينه يرى السياسي خلدون الشريف ان لا انقاذ للبنان الا بعودته الى العرب، وباعادة التوازن اليه. ويقول في حديث الى وكالة "أخبار اليوم": يجب ان نطمئن العرب الى ان لبنان استعاد توازنه، وهذه الطمأنينة تأتي من جملة اجراءات من ابرزها :
اولا: انتخاب رئيس جمهورية متوازن وعلى علاقة جيدة مع الدول العربية، ومع الشرق والغرب، يكون حارسا للدستور وامينا على تطبيقه.
ثانيا: بما ان السلطة التفيذية مناطة بالحكومة، فيجب ان تكون مواصفاتها مطابقة لمواصفات الرئيس، اي حكومة تعمل على الاصلاح وعلى الاثبات ان مكوناتها لم تكن يوما منخرطة في فساد مالي او سياسي، وهنا على مجلس النواب ان يسعى لتسمية اشخاص بهذه المواصفات.
وردا على سؤال، يلفت الشريف الى ان السعودية اظهرت حسن نية من خلال اللقاء الثلاثي في نيويورك والبيان الصادر عنه، ومن خلال الاجتماعات الثنائية مع الفرنسيين، كما اظهرت المملكة انها ترغب بالعودة الى لبنان، لكنها تتردد بسبب الوضع فيه، وبالتالي اذا تغير الوضع عادت الى دعم لبنان شعبا وجيشا ومؤسسات.
ويضيف: لكن هذا المسار يظهر فور انتخاب رئيس للجمهورية جديد وتسمية رئيس جديد للحكومة.
الى ذلك، يعتبر الشريف ان في لبنان لا شيء يحصل الا بالضغوط، مشيرا الى ان التوازن داخل المجلس لا يسمح بان يأتي رئيس الجمهورية لطرف دون الآخر، وبالتالي يجب مواكبة الاستحقاق الدستوري بدفع اقليمي ودولي يؤدي الى التسوية اذا ما كان هناك من يريد انقاذ لبنان.
وختم مرجحا ان الخليجي بشكل عام، والسعودي تحديدا يريد انقاذ لبنان، ولكن "لبنان الذي يجب ان يكون عليه وليس لبنان القائم حاليا".