برعاية وكالة التعاون والتنسيق التركية في لبنان TIKA، نظمت جمعية التضامن والصداقة الفرنكوفونية اللبنانية SAFL المتمثلة بالسيدة ميشال فياض والسيد أمين حليم غنام، وبالتعاون مع بلدية بعقلين إفتتاح فعاليات "سوق المزارعين والحرفيين في الشوف" الذي استمر يومي السبت والأحد 17 و 18 أيلول الجاري، في قصر تقي الدين - بعقلين، لتسليط الضوء على المنتجات البيتية والأشغال الحرفية في منطقة الشوف، ولإتاحة الفرصة أمام المشاركين في بيع وتسويق منتجاتهم على أوسع نطاق.
حضر الإفتتاح السفير التركي في لبنان علي بريش اولوسوي، منسق رئاسة وكاله التعاون والتنسيق التركية في لبنان السيد أورهان آيدن، السفير المغربي في لبنان الأستاذ محمد كرين، قنصل السودان السيد الرازي سيف النصر محمود، النائب مروان حمادة، رئيس بلدية بعقلين عبد الله الغصيني، صاحب قصر تقي الدين السيد حسن الغصيني، رؤساء بلديات، مخاتير، حشد من أهل الصحافه والإعلام وممثلو جمعيات أهلية ومشاركون.
حمادة
بعد قص شريط المعرض، إستهل الحفل بكلمة مقتضبة للنائب مروان حمادة رحب فيها بالحضور، وأثنى على رعاية الوكالة التركية TIKA للمعرض وعلى المساعدات التي قدمتها وتقدمها السفارة التركية للمجتمع اللبناني بشكل عام ولأهالي منطقة الشوف، كما نوه بالجهود التي بذلتها جمعية SAFL وكل من ساهم في إنجاح هذا المعرض، ولفت إلى الصرح التراثي "قصر تقي الدين" الذي إحتضن في أرجائه فعاليات المعرض، مؤكداً على دعم كل ما يعزز إنماء المنطقة ورفع شأنها والإهتمام بأهاليها لإظهار قدراتهم الذاتية وتفعيل دورهم في المجتمع.
السفير التركي
بدوره، ألقى راعي الحفل سفير تركيا في لبنان علي بريش اولوسوي كلمة جاء فيها "يشرفني ويسعدني حضور الحفل المقام في بعقلين بمناسبه إطلاق مشروع آخر بدعم من وكاله التعاون والتنسيق التركية TIKA".
وأضاف: "تم تنفيذ مشروع TIKA بالتعاون مع جمعية SAFL ويهدف الى دعم صغار المزارعين وربات المنازل من خلال توفير فرص زيادة الدخل. فقد تم تجهيز سوق متنقل من قبل TIKA لتمكين صغار المزارعين وربات المنازل من بيع منتجاتهم مباشرة الى المستهلكين في مختلف بلدات الشوف. وبالإضافه إلى السوق المتنقل، قدمت TIKA ايضا تدريبًا لـ 60 ربة منزل في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك معالجة الأغذية والطهي والنظافة والتعبئة والتغليف ووضع العلامات والتخزين وما الى ذلك".
وأشار "بصفتها الوكالة الرئيسية للحكومة التركية التي تركز على المساعدة في مجال التعاون الإنمائي، تُنفذ حاليًا مشاريع في 150 دولة مع 62 مكتبًا لتنسيق البرامج في 60 دولة"، لافتا إلى أنه "بعد 30 عامًا من الإنجازات العالمية، أصبحت مصدر فخر لتركيا، حيث تعمل TIKA اليوم كقناة رئيسية للمساعدة التقنية المقدمة من الحكومة التركية الى الدولة والشعب في لبنان".
وتابع "منذ تاسيسها في عام 2010، نفذ مكتب وكالة TIKA لتنسيق البرامج في بيروت أكثر من 170 مشروعًا في جميع أنحاء لبنان في مجموعة واسعة من القطاعات، منها التعليم والصحه والزراعة والسياحة والعدالة والطاقة وترميم المباني التراثية الثقافية".
وقال السفير التركي "إلى ذلك يجب أن نضيف أيضا العدد المتزايد من المشاريع المجتمعية المدرة للدخل مثل مشروع السوق المتنقل اليوم بالإضافة إلى مشاريع المسؤولية الإجتماعية، كدعم الشركات المحلية أو المنظمات غير الحكومية التي تهتم بالبيئة. وتتراوح هذه المشاريع من التبرعات التقنية للبنية التحتية الى دعم زيادة القدرات المؤسساتية. وبصفتها وكالة قائمة على تلبية الطلبات، يتعاون مكتب TIKA في لبنان مع الوزارات والبلديات والجامعات والمنظمات غير الحكومية وغيرها من المنظمات غير الربحية بشان مقترحات المشاريع التي يتلقاها من هذه الكيانات".
وأكد "بصفتها دولة صديقة وشقيقة، تولي تركيا أهمية قصوى لإستقرار لبنان وأمنه ورفاهية الشعب اللبناني وإزدهاره. إن ما يجمعنا من تاريخ طويل وثقافة مشتركة، يشجعنا على بذل مزيد من الجهد لتخفيف عبء الأوقات العصيبة التي مر بها أخواننا وأخواتنا اللبنانيين في السنوات الماضية. فمنذ بدايه عام 2022 تم تكثيف جهود المساعدة مع التزامات إضافية للتبرع بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية في شكل مواد غذائية وأدوية وإمدادات طبية".
وأشار "يسعدني أن أُعلم الحضور الكريم ان كل هذه التبرعات من المساعدات الإنسانية قد تم تسليمها الى السلطات اللبنانية بما في ذلك الجيش اللبناني، وجميع المؤسسات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية والبلديات ووزارة الصحه العامة والهيئة العليا للإغاثة. وتلعب المنظمات الإنسانية غير الحكومية التركية أيضا دورًا رئيسيًا الى جانب دعم الحكومة التركية للبنان في الأوقات الصعبة. ففي شهر نيسان الماضي و بتنسيق من الحكومة التركية اجتمعت 17 منظمة غير حكومية تركية وقررت إرسال حوالي 1000 طن من المواد الغذائية والقمح. وزعت هذه التبرعات بالتعاون مع شركاء محليين في 95 موقعًا مختلفًا، ووصلت الى 50,000 عائلة في جميع انحاء لبنان.
لابد من الإشاره الى ان الجهود التركيه لتقديم المساعده ستستمر مستقبلًا".
وختم "بإسم السفاره التركية ومكتب TIKA في لبنان نأمل أن يشكل هذا المشروع مساهمة كبيرة لصغار المنتجين في منطقة الشوف من حيث توفير فرص زيادة الدخل خاصة في هذه الأيام الصعبة. وبإسم السفاره ومكتب TIKA أود ان انتهز هذه المناسبه لأشكر جمعية SAFL الممثلة بالسيدة ميشال فياض والسيد أمين غنام على شراكتهم الأساسية في تحويل هذا المشروع الى واقع"، شاكرا بلديه بعقلين على تعاونهم في إطلاق هذا المشروع وعلى إستضافة الحفل.
غنام
من جهته، ألقى أمين غنام كلمة بإسمه وبإسم السيدة ميشال فياض، مؤسسي جمعية SAFL، قال فيها "من بعقلين التي أنجبت على مدى العصور، العديد من المبدعين في الأدب، الفن، القانون والصحافة، إلى جانب العديد من الشعراء والرسامين المتميزين حتى استحقت بعقلين لقب "مدينه التواصل الثقافي".
وأردف "بعقلين التي تعاقبت عليها حضارات عده تركت آثارًا رومانية الى آثار من فترة حكم المعنيين الذين كانوا يعتبرون بعقلين خاصرة الإمارة المعنية ومن أبرز هذه الآثار والمعالم :
قصر آل حمادة والمصنف من ضمن الأبنيه التراثيه في لبنان، دار آل تقي الدين، والذي نقيم فيه معرضنا هذا، هو قصر تراثي وتحفة هندسية من القرن السادس عشر، وكثير من المنازل التراثية ومعالم بنيت في فترة حكم السلطان عبد الحميد، سراي بعقلين والتي هي الآن مكتبة وطنية وصرح ثقافي كبير".
وأضاف "بدأت فكرة إنشاء جمعية SAFL عندما رأينا أن الكثير من الطلاب المتفوقين يحتاجون لمنح تعليميه في الخارج، فكان هذا هدفنا الأول الذي عملنا لأجله، وبعد الإنهيار الإقتصادي وجائحة كورونا، عملت الجمعية على تأمين الأدوية للمحتاجين ومعدات ومستلزمات طبية للمستشفيات ولهيئات أهلية وأجهزة تنفس وتعقيم، وأيضا مواد غذائية وحليب للأطفال، كما أقامت الجمعيه بالتعاون مع جمعيات عالمية دورات مهنية للشباب في مجال تصليح الهواتف النقالة، التكييف والتبريد، أشغال الصوف ودورات على كيفية صناعة المونة البيتية وسلامة الغذاء، ودورات زراعية على كيفية صناعة السماد العضوي، كما أمنت الجمعية دجاجاً وعلفاً للمزارعين، والطحين للسيدات اللواتي يعملن في صناعة الخبز، ليصار الى توزيع الخبز والبيض للمحتاجين عبر توظيف شباب لعملية الجمع والتوزيع".
ولفت غنام "هدفنا من هذا المعرض هو الإضاءه على المنتجات البيتية والأشغال الحرفية في منطقه الشوف، كما إعطاء الفرصة للمشاركين لبيع وتسويق منتجاتهم على أوسع نطاق وتحفيزهم لتوسيع عملهم، وإنشاء مؤسسات منتجة تمكنهم من الثبات في أرضهم وإعالة ذويهم في الظروف التي يمر بها بلدنا".
وختم كلمته بالقول "نشكر صاحب هذا الدار السيد حسن الغصيني وزوجته السيدة لينا وبلدية بعقلين ورئيسها السيد عبد الله الغصيني على مساعدتهم في إنجاح هذا المعرض"، كما توجه بشكر خاص للسيد أورهان، منسق TIKA في لبنان، "لإيمانه بنا وتعاونه معنا في شتى المجالات، آملين التعاون معه في المستقبل"، وشكر Shadi Badawi club Media التي اهتمت بالصوت والموسيقى، و Doom Darina Puidor، و Meptico، فرقة الإستقبال الموسيقية "الزفة" و"كل من تعاون وساعد لتحقيق الأهداف الإنسانيه التي نسعى دائما لأجلها".
جولة في المعرض
بعدها جال الحضور والمشاركون في أرجاء المعرض التي تنوعت معروضات أركانه، من أشغال يدوية صوفية وحرفية، الرسم، المنتوجات البيتية الطبيعية "المونة"، مربيات ومشروبات، فاكهة مجففة، حلويات، نباتات وأعشاب، بالإضافة إلى ركني الشيّ والصاج، حيث تناول الحضور ما لذّ وطاب.