Advertise here

بين لبننة الاستحقاق والتقاطعات الخارجية.. لمن كلمة الفصل؟

19 أيلول 2022 15:22:24

يدخل ملف الإنتخابات الرئاسية  في فلك المتابعة الخارجية الحثيثة عندما تتظهر أكثر فأكثر الخريطة المتصلة بتبني القوى السياسية المحلية مسألة ترشيح بعض الشخصيات وعند اكتمال مشهد المرشحين الطامحين إلى الرئاسة. واذا كانت مسألة إعلان مرشحين ومرشحات للرئاسة بقيت في إطار الحركة المتواضعة علما ان بعضهم انطلق في عملية الإجتماعات مع الكتل والأحزاب، فإن ذلك لا يُعَدّ كافيا . ومعلوم أن انتخاب رئيس جديد للبلاد تحكمه نصوص الدستور، وسلسلة تفاهمات داخلية وخارجية أيضا.

حتى الآن، لم تتضح المعالم المتصلة بالتعاطي الغربي أو العربي مع الانتخابات الرئاسية، وما يصدر من كلام لا يتعدى التمني لإنجاز هذا الملف في موعده الدستوري.

وتشير مصادر سياسية مطلعة لوكالة "أخبار اليوم" إلى أنه لم تُرصد اتصالات رفيعة المستوى  حتى الآن في موضوع الرئاسة،  وأن ما يحكى عن لقاءات لمسؤولين في الخارج تناولت هذا الملف قد يكون صحيح انما لا تفاصيل نهائية بعد، والتركيز ينصب على متابعة شؤون عربية ودولية وقضايا النفط والغاز وبعض الازمات، معلنة أن الخارج نفسه يتبلغ عما يجري في لبنان على صعيد الخطوات الرئاسية من خلال السفراء المعتمدين أو من خلال الوسطاء أو غيرهم. 

وتؤكد المصادر أن الدول ذات التأثير الفاعل في الملف اللبناني مثل فرنسا والمملكة العربية السعودية يتريثان في الغوص بالنقاش مع المحافظة على متابعة الأخبار وإجراء بعض الاتصالات، فالدولتان تدركان تماما تشعب هذا الموضوع ومسألة التوافق والخصوصية اللبنانية دون إغفال مسألة الدستور على أن المواقف الصادرة تؤشر إلى ثمة ضرورة لإنقاذ البلد. 

وتقول أن لبننة هذا الاستحقاق هو مطلب الجميع على أن موضوع وصول رئيس يحاور الجميع وينسج أفضل العلاقات مع الخارج يصب في مصلحة لبنان أولا وأخيرا،  نافية أن يكون للخارج كلمة فصل في الملف الرئاسي ما لم يكن التوافق الداخلي هو السائد .

وترى أن الشق المتصل بدعم الكتل النيابية لشخصبات معينة ما يزال ضبابيا، ما يعني أن بروز أي معطى في هذا السياق يبقى معلقا إلى الشوط الأخير من السباق الرئاسي،  وهنا ليس مستبعدا ان يتحرك الخارج في مسألة الدفع في اتجاه إزالة هذه الضبابية، لافتة إلى أن ثمة دولا كانت تلعب دورا في موضوع المساعي الجارية لإتمام الاستحقاق الانتخابي ولاسيما مصر قد تعود إلى الواجهة على اغلب الظن.

وتذكر المصادر بأن بعض الدول العربية لا يبدي رغبة في التدخل في الاستحقاق الرئاسي أو نأت بنفسها عن ذلك لعدة أسباب،  مشيرة إلى ان الدول الخارجية  تنظر إلى هذا الموضوع على انه لبناني بحت وتؤكد ان تدخلها هو للسعي لإنجازه لا أكثر ولا أقل.

هذا، ويخيم الغموض على موضوع الرئاسة  في الإجمال سواء بالنسبة إلى الشق الداخلي منه بفعل بقاء القواعد المرتبطة به على حالها او بالنسبة إلى الشق الخارجي منه الذي يعمل بحذر حتى الآن.