Advertise here

الجبل يزحف غداً... للمرّة الأولى

15 أيار 2019 09:30:00 - آخر تحديث: 15 أيار 2019 12:27:37

لم يكن 4 آب 2001 يوماً عادياً في تاريخ لبنان، فكان الحدث استثنائيّاً بعد سنوات سوداء من عمر لبنان دفع ثمنها آلاف الابرياء من الدروز والمسيحيّين في لعبة القوى الاقليميّة والدوليّة على أرض لبنان وتحديداً في الجبل.

فالجرح الذي نزف طويلاً كان يحتاج الى رجل استثنائي ليبلسم ما تركه الزمن من ندوب في ذاكرة الناس ونفوسهم، فكان البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي عبّر بما يمثله من مهابة رأس الكنيسة المارونيّة، كاسراً حاجز الوهم مكرّساً مصالحة الجبل الى جانب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في ذلك اليوم الكبير في قصر المختارة.

وفي وداعه الأخير يترك البطريرك صفير أثرا عميقاً في وجدان وضمير الجبل وأهله، الذين يستعدون لتوجيه التحيّة له على طريقتهم، وكما يليق بمن حمل هذه المنطقة في قلبه وعرف باكراً أنّها قلب لبنان ومتى هوت هوى هذا الوطن الصغير ولكن الكبير بعيشه المشترك وبقيمه.

ومنذ مطلع الاسبوعٍ انتشرت صور بطريرك المصالحة في مختلف قرى الجبل على اختلاف انتماءاتها، كما لافتات الوداع التي استذكرت دور البطريرك صفير ورمزيّته.

وعلم موقع mtv أنّ مشاركة الجبل ستكون مميّزة في يوم تشييع البطريرك صفير، وقد قام الحزب التقدمي الاشتراكي بإيعاز من رئيسه وليد جنبلاط بتوجيه دعوات مكثّفة للمشاركة في وداع صفير في بكركي، حيث ستشارك وفود من مختلف قرى الشوف واقليم الخروب وعاليه والمتن وراشيا وحاصبيا، على أن يترأس الوفد الرسمي رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ويضمّ أعضاء الكتلة ووزراء الحزب التقدمي الاشتراكي الحاليّين والسابقين وقيادة الحزب من أعضاء مجلس قيادة ومفوّضين الى مسؤولي المناطق والقرى، بالاضافة الى رؤساء بلديّات ومخاتير ورجال دين من مختلف الطوائف في الجبل وليس فقط المشايخ الدروز الذين سيحضرون بطبيعة الحال.

فللجبل يوم أيضاً في بكركي، وربما للمرة الاولى يحضر وفدٌ شعبي ورسمي بهذا الحجم وهذا التنوّع من الجبل على اختلاف مشاربه الى الصرح البطريركي، حيث تؤكّد مصادر "التقدمي" لموقع mtv أنّه يوم وفاء للبطريرك صفير ويوم تجديد المصالحة التي باتت محصّنة أكثر من أيّ وقتٍ مضى وباتت عصيّة على أيّ محاولات للمس بها.

وتؤكد المصادر أنّ وليد جنبلاط كان يتمنّى المشاركة شخصيّاً في هذا اليوم الكبير إلا أنّه مضطر للسفر لأسبابٍ ضروريّة.