Advertise here

استحقاقات لبنان "طبخة بحص" بانتظار التسوية.. وقوى التغيير تعود الى العقلانية

14 أيلول 2022 06:30:00 - آخر تحديث: 14 أيلول 2022 09:06:42

حرّك نواب قوى التغيير مياه الاستحقاق الرئاسي الراكدة، من خلال سلسلة لقاءات عقدوها أمس، استكمالا للجولة التي بدأت امس الأول، وقد التقوا كتل "الوفاء للمقاومة"، "التنمية والتحرير" و"لبنان القوي"، لطرح مبادرتهم الرئاسية عليهم، انطلاقاً من المبدأ الأساس الذي وضعوه في المبدارة، الانفتاح على جميع الفرقاء وطرح الأفكار عليهم ومناقشتها، وهي نقطة إيجابية يعوَّل عليها لجهة التعاطي بين النواب في البرلمان، لأن عقلية الإلغاء التي تردّدت في وقت سابق لن تُجدي نفعاً بل ستعقّد الأمور أكثر، وبالتالي فان جولة التغييريين هي عودة الى الواقعية السياسية، ومن المرتقب أن يلتقوا الكتل الأخرى في الأيام المقبلة، ولكن حبّذا لو انتهجوا هذه العقلانية منذ البداية ولم يعيبوا على الاخرين خياراتهم السياسية، ولم ينتهجوا خطاب الغاء الاخرين تحت شعار "كلن يعني كلن"، في حين لمسوا بأنفسهم أن الموقف من داخل سدة المسؤولية السياسية والوطنية يختلف عنه من خارجها. 

واللافت أن الكتل التي التقى معها النواب، أمس، تنتمي لفريق 8 آذار، وهو المحور الذي واجه الانتفاضة وقوى التغيير بشراسة في وقت سابق ورفض الانفتاح عليهم، علماً أن لا عناوين تجمع بين الطرفين، وبالتالي من غير المرتقب أن تتغيّر الحسابات وتسير هذه الكتل بطروحات النواب الجُدد. وهنا لا بد من التذكير بالحملة التي شُنت بحق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حين بادر تجاه أخصامه في السياسة وفي مقدمهم حزب الله، والتقى به من موقع الاختلاف طبعاً، في حين عاد الاخرون ليعتمدوا النهج نفسه، ما يؤكد المؤكد بأن هذا البلد محكوم بالتوافق وبالتسويات ولا يمكن أن يُكتب لأي مشروع مواجهة الحياة.

وتبقى الحركة برمتها غير فاعلة ما لم تتحرّك كافة القوى السياسية على الخط الرئاسي للاتفاق على اسم قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، إلّا أن لا حركة منتظرة قبل حلحلة ملفات الإقليم بشكل عام، فالملف مرتبط بالعديد من الملفات، كترسيم الحدود، وجلّها مرتبط بشكل أو بآخر بالموقف الإيراني المرتقب بعد الخيبة التي نتجت عن جولة المفاوضات النووية الأخيرة.

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى أشار إلى أن "اللقاء كان جيداً، جرى خلاله عرض النواب لمبادرتهم الرئاسية ومواصفاتهم لرئيس الجمهورية المقبل، إلّا أن أي من الأسماء لم تُطرح في هذا السياق، وكان التشديد على لبننة الاستحقاق، وتم تبادل وجهات النظر".

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، لفت موسى إلى أن "الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس بملك الرئيس نبيه برّي، لكن من المتوقّع أن يتم الأمر بعد جلسة الموازنة، فيكون الوقت المستقطع بمثابة مهلة للتباحث أكثر في الموضوع".

ورداً على سؤال عن احتمال تمنّع برّي عن الدعوة إلى جلسة قبل التوافق على اسم بين الكتل، استبعد موسى هذا الأمر وذكّر بـ"دعوة برّي إلى جلسات عدة في التجربة الماضية دون الاتفاق على أي اسم، والجلسات المتتالية قد تحثّ الأطراف على البحث في الملف بشكل معمّق أكثر".

 وختم موسى حديثه لافتاً إلى "نيّة وسعي الجميع لإنجاز الاستحقاق بموعده، وهو أمر إيجابي لأن الفراغ مؤذٍ جداً"، متنمياً أن تكون الظروف الإقليمية مساعدة، لافتاً إلى أن "في بعض الحالات لا يكون الجو الخارجي إيجابياً، لكن من الضروري أن نعسى في الداخل للبننة الملف إلى أقصى درجة".

من جهته، كشف النائب وضّاح صادق أن "الاجتماعات كانت إيجابية جداً، والتقينا مع الكتل بنسبة 80% لجهة المواصفات التي طرحناها في سياق مبادرتنا، وكانت أبرز النقاط التي اتفقنا عليها لبننة الاستحقاق".

وفي اتصال مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية، اعتبر صادق أن "الكلام لا يزال في إطاره السياسي، أما وعند الوصول إلى التنفيذ، فالشيطان يكمن في التفاصيل، لكن ثمّة إمكانية للاتفاق على اسم موحّد انطلاقاً من المواصفات المقبلة من الأطراف التي التقيناها في حال توفّر النية والرغبة لإتمام ذلك".

أما وعن طرح الأسماء لترشيحها للاستحقاق، لفت صادق إلى أن "الجولة الحالية تنتهي يوم السبت المقبل، ومن ثم نحتاج إلى يومين لتقييم الأفكار وطرح الأسماء، لنعود ونقوم بجولة أخرى على الكتل ونحمل معنا الأسماء التي نود طرحها".

أسابيع حاسمة عشية انتهاء عهد عون، فيما يبدو أن كل الاتصالات والمبادرات القائمة لا تتعدى كونها "طبخة بحص"، بانتظار نار تسوية ما قادرة على انضاجها.