ممتاز أن يُعلن أي مسؤول لبناني، عن وضع خطط، وعن تبنّي بعض المشاريع لجذب السيّاح خلال فصل الشتاء القادم، خصوصاً من باب السياحة المرتبطة بالرياضات الشتوية، كالتزلُّج.
خطط
ولكن ألا يجدر بمن يتحدّث عن ذلك، وهو يُدرِك ما يتطلّبه من إنفاق "تجهيزي" كثير، ومن تمويل، أن يخبرنا عن خطط لها علاقة بإعادة ولو بعض المبالغ "المحليّة" التي "هجرت" لبنان منذ ما قبل 17 تشرين الأول 2019، الى داخل الاقتصاد اللبناني، لتحريك البلد على قواعد واضحة أكثر؟
وألا يجدر بمن يتحدّث عن ذلك، أن يُخبرنا عن "أفكاره" وخططه، لزيادة التنافسيّة في البلد، بأشكالها كافّة، وفي كل القطاعات، وذلك بحثاً عن كَسْر الأسعار في السوق، رغم "سقوطنا" تحت نير "السوق السوداء"؟
ليست سهلة
دعا مصدر مُطَّلِع الى "الإفصاح أوّلاً عن كميّة الأموال التي سيحتاجها تفعيل المشاريع السياحية الشتوية، وكيفيّة تأمينها، قبل أي كلام آخر، مع ضرورة الانتباه الى أن ضمان القدرة على توفير البيئة اللازمة للسيّاح خلال فصل الشتاء، وعلى تأمين العدد المطلوب منهم، الذي يستجيب لما أُنفِقَ لبنانياً على تلك المشاريع، ليس واقعيّاً تماماً".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "السياحة الشتوية ليست سهلة كالصيفيّة أصلاً، سواء بالنّسبة الى المغتربين، أو الأجانب. فالشتاء هو موسم الأعمال، فيما السّفر خلاله لا يكون سهلاً في العادة، كما في مواسم الصيف. وحتى إن المدّة الفعليّة للتزلّج على الثّلج في لبنان، ليست أكثر من شهرَيْن، وهي أقلّ بكثير ممّا هو موجود في بلدان أخرى، تنشط فيها السياحة الشتوية. وبالتالي، لا يمكن لأحد أن يؤكّد كميّة الأموال التي ستُدخلها تلك الأنشطة الى البلد، وما إذا كان هذا الموسم سيكون مُجدياً بالفعل".
ذروة الانهيار
ودعا المصدر الى "عَدَم الرّكون لأي كلام في هذا الإطار، لا سيّما أنه من المُتوقَّع أن يزخر موسم شتاء 2023، بالكثير من المشاكل في لبنان".
وأضاف:"لا استقرار سياسياً أو أمنياً واضحاً في البلد. كما أن لا تأكيدات حول القدرة على انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور، وهو ما يعزّز التوقُّعات بأن ذروة الانهيار ستكون في الشتاء القادم، واعتباراً من أشهر تشرين الثاني، وكانون الأول، وكانون الثاني، القادمة".
الترسيم
وأشار المصدر الى أن "ترسيم الحدود البحرية جنوباً، بوساطة أميركية، قد يعطي نَفَساً معنوياً، ويحسّن الأجواء. ولكن هذا الترسيم ليس سهلاً، وقد لا يكون قريباً تماماً".
وختم:"أمر آخر أيضاً، وهو أن كثيرين يرغبون بإنهاء المرحلة السياسية الحالية، في أواخر تشرين الأول القادم، بانهيار شامل، يصل بدولار السوق السوداء الى أرقام مرتفعة جدّاً، خصوصاً أن التفسّخات السياسية كثيرة في البلد، وسط تضارُب كبير في المصالح بين مختلف الأفرقاء. وهو ما يعني أن لا مجال للحديث عن مشاريع، ولا عن سياحة شتوية، ولا عن شيء، قبل تأمين بعض الظّروف. وهذا ما لن يكون مُمكناً في وقت قريب".