Advertise here

لبنان يدخل زمن الانقلابات... ورسائل مشفّرة بين الحلفاء

24 كانون الأول 2018 13:45:59

ينام اللبنانيون ويستفيقون على ما هو أسوأ من الانقلابات التي كانت تشهدها الدول العربية في مرحلة سابقة. كان لبنان يتغنّى بنفسه أنه الدولة الوحيدة في محيطه التي لا تشهد انقلابات عسكرية. لكنهم اليوم غدوا يستفيقون على انقلابات سياسية وانقلابات على الاتفاقات التي يفترض أن تكون قد أنجزت وجرى الإعلان عنها. وفي ساحات الانقلابات، فإن المنقلب معروف والمنقلَب عليه كذلك. والمسؤولية تقع على طرف بين الاثنين. بينما الحالة اللبنانية بما تحويه من تناقضات وتشعّبات، تضيع مصالح المواطنين فيها بين قبائل الأحزاب والقوى السياسية والطائفية. ولذلك استفاق اللبنانيون على لا حكومة، بعد أن تأملوا فيها عيدية موعودة.

 

في البحث عن المسؤول، يضيع الجواب في غياهب الزواريب السياسية والتفسيرات المتناقضة. لكن الواضح كان جلياً في الصرخة التي أطلقها مواطنون غاضبون بمعزل عن توجهاتهم السياسية أو أي أجندة قد تحاول الاستثمار في حراكهم. ما شهدته شوارع بيروت يعبّر عن صرخة وجدانية لشعب مقهور حقه مهدور، لم يجد سبيلاً غير الشارع للتعبير عن وجعه، بمعزل عن الأوجاع التي ألحقها بعض المتظاهرين برمزية التحرك السلمي وبالممتلكات العامة والخاصة.

 

وفي الوقت الذي تصرخ فيه بيروت، باحتجاجات او بصمت مما تعانيه، لا يجد اللبنانيون من يتحمّل مسؤولية قضاياهم، إذ اتسعت رقعة الاتهامات بين الأفرقاء السياسيين، لتحط بين الحلفاء، ولا تقتصر فقط على التقاذف بين الخصوم. الرسائل المشفّرة كلها تشير إلى انقسام الساسة في لبنان إلى قسمين، مع جبران باسيل أو ضده. لم تسلم العلاقة الاستراتيجية بين "حزب الله" والتيار الوطني الحرّ من بعض الخدوش، وهذه المرّة الأولى التي تصل فيها الرسائل المتبادلة بين الطرفين، حدّاً كالذي وصلت إليه، منذ توقيع تفاهم مار مخايل، إذ إن الحزب يعتبر أن باسيل هو المسؤول عن الانقلاب الذي حصل على التسوية الحكومية بتوزير جواد عدرا ممثلاً للقاء التشاوري، إذ إنه أراد استقطابه لينضم إلى تكتل لبنان القوي لا أن يمثل اللقاء التشاوري، الأمر الذي أعاد الامور إلى نقطة الصفر، بينما تجدد الخلاف مع باسيل حول مساعيه لامتلاك الثلث المعطّل.