Advertise here

محادثات سعودية - فرنسية حول لبنان

10 أيلول 2022 09:06:33

علمت "النهار" أن وفدا سعوديا رفيعا زار العاصمة الفرنسية باريس والتقى المستشار الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا الديبلوماسي باتريك دوريل (المهتم بالملف اللبناني الى جانب الرئيس إيمانويل ماكرون) للتحاور حول التطورات في لبنان والاستحقاق الرئاسي. أهمية هذه الزيارة، وهي الثالثة من نوعها خلال الفترة الأخيرة، انها تعكس اهتماما سعوديا بالملف اللبناني على رغم الانطباع السائد ان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان غير مهتم بالتدخل في لبنان.

وهذه المحادثات هي بالطبع بتكليف من القيادة السعودية العليا وتظهر ان ممثلي كلا البلدين يعملان على الملف اللبناني. ما يبدو واضحا من خلال موقفَي باريس والرياض والموقف الاميركي ان هذه الدول متفقة على ان المرشح للرئاسة اللبنانية يجب ألا يكون من 8 آذار، وان من الضروري ان يُجرى الانتخاب الرئاسي في موعده من دون تأخير.

وما يبدو واضحا ايضا للدول المتابعة للملف الرئاسي اللبناني ان "حزب الله" لن يتمكن من فرض الوزير السابق سليمان فرنجية الذي لن يصار الى التوافق عليه، كما ان حظوظ المرشحين الآخرين جبران باسيل وسمير جعجع معدومة، في حين ان حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون مازالت واردة، اذ ان الدول المعنية بلبنان لا ترى مانعا في وصوله الى الرئاسة. وثمة معلومات تفيد بان "حزب الله" لن يعارض وصوله. اما في حال تعذّر انتخاب أيّ من فرنجية وباسيل وجعجع والعماد عون، فالتوافق على شخصية أخرى ممكن وتكون مثلا من العالَم الاقتصادي التقني وليست محسوبة على الوسط السياسي مثل الوزير السابق جهاد ازعور، أو المسؤول المصرفي الدولي سمير عساف، إذ ليس للدول المعنية بالملف اللبناني أي تحفّظ عنهما اذا كان هناك توافق على أي شخصية من هذا النوع.

وتؤكد المصادر الرفيعة في العاصمة الفرنسية ان باريس ليس لديها أي مرشح، وكل المعلومات عن لائحة أسماء سلّمتها السفيرة الفرنسية آن غريّو الى البطريرك الراعي هي اختراعات لا أساس لها كلياً، وان المسؤولين الفرنسيين لن يخوضوا في لعبة الأسماء، وكل ما يرد من شائعات لا يمثل حقيقة الموقف الفرنسي الرسمي الذي كل ما يهتم به هو ان يصار الى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي. وترى الأوساط المسؤولة ان من أبرز هذه الإصلاحات إعادة هيكلة النظام المصرفي الذي عجزت الحكومة الحالية عن تنفيذه كما السرية المصرفية، حيث هناك مصالح لمختلف الأفرقاء السياسيين الذين يعرقلون هذا الإصلاح وإعادة توحيد أسعار الصرف، ولكن باريس وواشنطن والرياض ستضغط على المسؤولين اللبنانيين لتنفيذها.

بالنسبة الى ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، فان باريس تحض الأطراف كافة على الاسراع في اتمام الاتفاق، وتشير الى ان تل أبيب وافقت على ان يتم التنقيب في حقل قانا اللبناني ويبقى كاريش لإسرائيل.

ويؤكد المسؤولون في باريس ما سمعته "النهار" من مصدر رفيع في شركة "توتال" ان الشركة جاهزة للتنقيب في البلوك 9 عندما تكون هناك ضمانات امنية تُعطى من الجهتين الإسرائيلية واللبنانية بان اعمال التنقيب لن تتعرض لأي عمل تخريبي لان الشركة غير مستعدة لاستثمار مليارات الدولار لنقل المنصة وانشاء البنية التحتية لاعمال التنقيب والاستكشاف وان تدمَّر بعمل تخريبي. فـ"توتال" لا تنتظر انتهاء ترسيم الحدود وانما ضمانات امنية من الطرفين.