Advertise here

البلاد على أبواب كارثة اجتماعية وعون يستعجل التوقيع قبل الرحيل.. و"لطشة" من جنبلاط

06 أيلول 2022 06:22:07 - آخر تحديث: 20 أيلول 2022 12:42:31

وسط التأزم في المشهد السياسي المتوقع تفاقمه أكثر وفي ظل تعثّر المفاوضات في الملف الحكومي وعودتها الى المربع الأول ودخول البلاد في فلك الاستحقاق الرئاسي في غياب التوافق على الشخص الذي يحظى باجماع القوى السياسية الرئيسية ويكون مؤهلاً لانتخابه رئيسا للجمهورية ويتمكن من انقاذ البلد من جهنم، وحده الدولار المتفلّت من أية ضوابط ماض في تحليقه متخطياً كل السقوف ومحطّماً كل الأسعار من مواد غذائية واستهلاكية ومحروقات ودواء والتي ستصبح بدورها من دون سقوف أيضاً، ما ينذر بكارثة اجتماعية محتّمة اذا لم يتدارك المسؤولون حجم الكارثة الخطيرة.

هذا الواقع الذي لا يبشّر بالخير، حضر في زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث أعلن أن البحث تناول الأمور الحياتية من كهرباء وترسيم وشؤون تربوية، وعلى طريقته الساخرة مع ما تحمله من معان ورسائل سياسية قال: "تارك الأمور الكبيرة لغيري".

كل ذلك يجري على وقع الاضرابات في معظم القطاعات العامة والخدماتية واخرها اضراب موظفي أوجيرو في ظل أعطال الاتصالات الأرضية والخلوية والانترنت في معظم المناطق اللبنانية. الا أن خطوط الاتصال على خط مفاوضات الترسيم يبدو أنها لم تنقطع بعد، يصل الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل اموس هوكستين بعد غد الخميس الى بيروت ناقلاً الى المسؤولين اللبنانيين الاجوبة الاسرائيلية على المقترحات اللبنانية، التي وبحسب مصادر خبراء الترسيم فانه يحمل هذه المرة اشارات ايجابية قد تساعد المعنيين على التوقيع على اتفاقية الترسيم بما يسمح باستثمار ثروات البلدين من الغاز والنفط في المناطق المحاذية لمياههما الاقليمية.

المصادر أشارت عبر "الأنباء" الالكترونية الى أن مسودة الاتفاق التي يحملها هوكستين تلحظ حقل كاريش بالكامل لاسرائيل في مقابل احتفاظ لبنان بحق قانا كاملا مع بعص التعديلات في الخط 23 الذي قد يتحوّل الى متعرج عند التداخل في الحدود الاسرائيلية كشرط اسرائيلي بسبب خلاف الائتلاف الحاكم مع الليكود حول هذه النقطة واستخدامها في بازار الدعاية الانتخابية في الانتخابات التشريعية التي تشهدها اسرائيل بعد أسابيع.

كذلك، وبحسب المصادر، هناك استعجال من الجانب اللبناني وتحديدا من فريق رئيس الجمهورية ميشال عون للتوقيع على الاتفاق قبل نهاية ولايته في 31 تشرين ويبقى السؤال كيف سيوفق هوكستين بين الشرطين اللبناني والاسرائيلي.

على خط اخر، وفي ما خص الاضرابات التي يشهدها لبنان وارتفاع الدولار وانعكاسه على الوضعين المعيشي والاقتصادي، لفت الخبير المالي والاقتصادي انطوان فرح في حديث مع جريدة "الأنباء" الالكترونية الى أن كل المؤشرات الحياتية اليومية في لبنان تدلّ على ان الدولة في طور التحلل والتفكك وليس هناك أي مظهر يدل على وجود دولة، واصفاً ما يحصل بالكارثة.

ورأى ان "المشاكل المتوقعة مستقبلا هي أصعب بكثير من المشاكل التي نعاني منها اليوم وقد رأينا المشاكل المتنقلة من قطاع الى قطاع وسنستمر على هذا المنوال"، مضيفاً "في الواجهة اليوم اضراب موظفي أوجيرو بما يعني خطراً على الاتصالات الهاتفية وعلى الانترنت ونحن نعرف ما يعني هذا الأمر واعتماد لبنان على اقتصاد المعرفة وعلى الانترنت، معتبراً أن ضرب هذا القطاع يشكل خطراً على كل الشركات وعلى اقتصاد المعرفة الذي أصبح حجمه كبيراً جداً ومميزاً.

وقال: "من جهة ثانية نتطلع الى البنزين الذي دخل رفع الدعم عنه حيّز التنفيذ بشكل نهائي مع استمرار الارتفاع بأسعار الدولار ما يعني ان سعر صفيحة البنزين قد يصل الى 700 الف ليرة بعد رفع الدعم وبالتالي ستصبح الحياة أصعب وكذلك المازوت بعد الحديث عن ارتفاع سعره فيما يكثر الحديث عن انقطاعه ولبنان سيكون الحلقة الأضعف والأكيد ان الشتاء سيكون صعباً. وكذلك المياه حدّث ولا حرج وحتى الخبز بعد فترة وجيزة سيرفع عنه الدعم وقد نشهد ارتفاعاً اضافياً في سعر ربطة الخبز".

فهل من أمور أكبر من هذه الازمات المتلاحقة التي تفقد المواطن اللبناني أي مقومات للصمود؟ الا أن القيّمين على هذا البلد وادارة الازمة والحكم فيه يتلهّون بمصالحهم وأحلامهم الخاصة، وهؤلاء من تطالهم "لطشة" جنبلاط للحديث في الأمور التي يعتقدونها كبيرة تاركين الشعب يتخبط في مصائبه.