أنذر تفسير جدول أسعار المحروقات الذي صدر اليوم بقرب موعد رفع الدعم بشكل كلّي عن البنزين، إذ خفّض مصرف لبنان في الجدول المذكور، نسبة دعمه استيراد المادة وفق دولار منصّة صيرفة من 40 إلى 20 بالمئة، لترتفع بذلك نسبة غير المدعوم إلى 80 بالمئة، فيتوّقف بذلك عن دعم استيراد البنزين وفقاً لـ"صيرفة"، تاركاً على عاتق الشركات المستوردة مسؤولية تأمين الفاتورة كاملةً بالدولار.
وتعليقاً على ما سبق، كشف عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس أنَّ "وتيرة سياسة رفع الدعم غير المباشر التي يقوم بها "المركزي" سريعة جداً، نظراً لتذرعه بعدم توّفر العملة الأجنبية، بعد أن كان يؤمّن الفاتورة وفقاً لمنصة صيرفة، مخففّاً العبء عن كاهل الشركات المستوردة".
ورداً على سؤال عن إحتمال بيع المحطات بالدولار، أشار البراكس في حديثٍ لـ"الأنباء" الالكترونية، إلى أن "ثمّة بحث في آليات عدّة لوقف خسارة المحطّات التي يتكبّد أصحابها خسارة فرق سعر الصرف مع تبدّله، وقد تكون إحدى هذه الآليات بيع المحروقات على المحطّات بالدولار، خصوصاً مع عدم استقرار سعر الصرف في السوق السوداء"، محذّراً من "عدم قدرة المحطّات والشركات على استيراد المادة، فتعود مشاهد طوابير السيّارات وتستفحل الأزمة من جديد".
إذاً، ومع مضي مصرف لبنان في اتباع سياسة رفع الدعم الكلّي ومع اقتراب المرحلة الأخيرة للتوقف بعدها نهائياً عن تأمين الدولار، ومع احتمال خفض كميات الاستيراد في حال عدم قدرة أصحاب المحطات والمستوردين على تأمين الدولار نقداً، يجدُ اللّبنانيون أنفسهم أمام أزمة محروقات جديدة محتملة على أبواب الشتاء.