Advertise here

الاغتراب دائم الجهوزية للمساعدة.. مساعيه محدودة فلمن الدور الأساسي؟

01 أيلول 2022 16:57:08 - آخر تحديث: 01 أيلول 2022 17:11:22

فاقت الإيرادات التي أدخلها الموسم السياحي الصيفي إلى الدورة الاقتصادية اللبنانية التوقعات فوصلت إلى 5.2 مليار دولار. وكان للمغتربين دور كبير في المساهمة في هذا المبلع بعد أن لبّوا نداء القطاع السياحي وزاروا لبنان رغم أزماته وصعوبة تأمين الحاجات الضرورية والمعيشية وحتى الصحية، إلى جانب غياب الاستقرار الأمني. ودائماً ما يؤكّد المغترب اللبناني ويثبت حبه لوطنه وجهوزيته لمساعدته في محنه. لكن، وبعد انتهاء الموسم الصيفي الذي ساعد اقتصاد البلد على استعادة أنفاسة لحوالي ثلاثة أشهر، هل يتحضّر المغتربون، لا سيما عبر مجموعاتهم الناشطة حول العالم، للوقوف إلى جانب لبنان في المراحل والمواسم السياحية المقبلة؟ 

رئيس "منظمة دروع لبنان الموحد" SOUL بيار مارون يؤكّد لـ "المركزية" أن "المجموعات الاغترابية تعمل وستعمل دائماً لمساعدة لبنان، وعلى جدول أعمالنا العديد من الخلوات واللقاءات من ضمنها مع المسؤولين في الكونغرس الأميركي والأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري بوضع خطّة واستراتيجية لمساعدة لبنان اقتصادياً وسياسياً وأمنياً. كذلك، التواصل مستمر بين المغتربين في أوروبا وأميركا ومختلف الدول، والملف اللبناني أساسي في كل تحركاتنا ونبذل كل المساعي الممكنة لوضع خطط لمساعدة لبنان لا سيما اقتصادياً. إلا أن دور الاغتراب يبقى محدوداً فيضع خططاً واستراتيجيات ويساعد حيث يمكن ولديه تأثير على عواصم القرار وعلى المغتربين لأن أغلبهم سياديون يحبون وطنهم الأم ويمكن مثلاً تشجيعهم على السياحة في لبنان إلا أنه لا يمكن لمساعينا أن تنهض باقتصاد البلد وحدها، بالتالي الدور الأول والأخير من مسؤولية اللبنانيين والقرار الأهم والحاسم لتحسين وضع بلدهم على مختلف المستويات في يدهم، خصوصاً وأن لبنان اليوم أمام استحقاق دستوري شديد الأهمية هو انتخاب رئيس جمهورية. هذه محطة أساسية جدّاً لأن الشعب غير قادر على تحمل ست سنوات إضافية من الجمود ومن الانهيار الاقتصادي، خصوصاً أن مقومات الدولة تندثر تدريجاً". 

ويتابع: "يمكن للبلد الاستفادة من الانتخابات عبر اختيار شخصية سيادية تحمل مشروعاً إصلاحياً، إنمائياً، أمنياً، اقتصادياً فلا تذهب جهودنا سدى"، لافتاً إلى أن "احتمال انتخاب رئيس تابع للمحور الإيراني وارد لأن إيران لديها نفوذ في لبنان من خلال "حزب الله" المتمتّع بقدرات ونفوذ وعلاقات مع النواب، لذا نناشد هؤلاء النواب الاقتراع لرئيس جديد بضمير وبوعي يكون همه لبنان وكيانه واقتصاده وازدهاره. ونطالبهم بالتوحد على اخيتار رئيس سيادي غير تابع لأي محور بل لبناني فقط، خصوصاً أن خلاص لبنان لن يحصل ما لم يعد إلى الانخراط في "جامعة الدول العربية" وفي المجتمع الدولي. لا يمكن للبلد أن يكون بعيداً عن محيطه العربي وخارج النظام المالي العالمي، فحجمه وقدراته لا يسمحان له بأن يشكل ساحة حرب ورأس حربة للمواجهة بين الغرب وإيران أو الغرب وروسيا، والاستحقاق الرئاسي مهم جدّاً لإصلاح الوضع. حسابات الحزب تقول إن لديهم الأكثرية المطلقة في المجلس النيابي إلا أن الوقائع أثبتت أن الأكثرية هذه مرنة وتتبدل حسب المواقف". 

ويشير مارون إلى أن "مطالب الدول الأجنبية والعربية هي تطبيق الإصلاحات في لبنان وهي نفسها توصيات صندوق النقد الدولي، أي أن المجتمع الدولي لا يطالب بقرارات مستحيلة أو تعجيزية. في الوقت نفسه، من الناحية الأمنية، يحق، لا سيما لدول المنطقة، المطالبة بتحسين الوضع الأمني اللبناني لأن تهريب المخدرات لا يساعد على النهوض بالوضعين الأمني ولا الاقتصادي. على لبنان أيضاً أن ينسحب من مشاكل المنطقة وتجاذباتها إذ طالما يتخذ طرفا في الصراع الشرق أوسطي فسيكون عرضة لضغوط دولية وإقليمية". 

ويختم: "لمسنا في لقاءاتنا مع المسؤولين الأميركيين أنهم يأبون الفراغ، لكن هل يمكنهم منعه من الحصول إذا لم تتمتع أكثرية النواب بالضمير والحس الوطني لانتخاب رئيس ضمن المهل الدستورية؟ العالم العربي والغربي يريد للبنان استرجاع ازدهاره، إلا أن القرار يبقى في يد اللبنانيين وحدهم".