مَن بعد جورج الراسي؟

28 آب 2022 08:03:04

بعد الحادث المروّع الذي أودى بحياة الفنّان جورج الراسي، عادت إلى الواجهة من جديد مأساة خطف الأرواح على الطّرقات. هذه الطّرقات التي تزداد سوءاً وعتمةً يوماً بعد يوم، وتحصد الأرواح من دون إنذار.



هذا الوضع لا يُحتمل، في ظلّ الغياب الكامل للدولة والإهمال المتعمّد وسط الأزمات الإقتصاديّة والمعيشيّة. 
فما حصل مع الراسي يضع الجميع في دائرة الخطر ويمكن في أيّ لحظة أن يقع ضحيّته أيّ شخصٍ آخر. قد يُفاجأ أيّ سائقٍ وفي كلّ المناطق بفاصلٍ إسمنتي وسط أوتوستراد أو طريق عامّة، من دون أيّ إشارة توحي بوجوب تخفيف السّرعة ولا إنذار يدلّ على وجود عوائق.
في هذا الإطار، يرى نائب رئيس "اليازا" جو دكاش أنّ "إنارة الطرقات سببٌ أساسيّ لحوادث السير التي نشهدها في الفترة الأخيرة".
ويُضيف دكاش، في حديثٍ لموقع mtv، أنّه "باتت لدينا طاقة شمسية، ويجب استعمالها لإنارة الطرقات خصوصاً وأنّ عدداً لا بأس بها مجهّزٌ لهذا الأمر، ولكن المشكلة تكمن في غياب الصيانة وإهمال تغيير البطاريات عندما تنتهي".

كما يلفت إلى طريقة أخرى تُساهم في التقليل من حوادث السير، وهي الإنعكاسات الضوئيّة، قائلاً: "دهنُ طلاءٍ ملوّن على الطريق أو على النقطة الخطرة أو الفاصل يمكن أن يُنقذ حياة إنسان"، ويُتابع: "كم يُكلّف الطّلاء؟ لا يجب التحجّج بالميزانية أو بنقص التمويل، ومن الضّروري التحلّي بالوعي الكافي، بالإضافة إلى دور البلديات الجوهريّ بأن تحرص على صيانة الطرقات الفرعيّة والداخليّة، ووزارة الأشغال من جهتها يجب أن تتولّى مسؤوليّة الطرقات الدوليّة".
ويُشدّد على "أنّنا لا نطلب المستحيل، بل الحدّ الأدنى فقط، وألا يموت المواطنون على الطرقات لأسبابٍ "تافهة"!
وإذ يُحمّل الدولة مسؤوليّة إهمال الطرقات، يلفت دكاش إلى أنّ "المواطن أيضاً مسؤول من ناحية القيادة، وعليه تفادي السرعة وعدم التلهّي"، مستطرداً بالقول: "ولكنّ الطريق يجب أن تحمي المواطن أيضاً".

"المواطن - السيارة - الطريق"، مثلّث الأمان، يقول دكاش. فالطّريق تتولّى الدولة والبلديات مسؤولية صيانتها، والمواطن يحرص من جهته على معاينة سيارته ومتابعتها بشكلٍ مستمرّ والدولة تراقب هذا الأمر، وينبغي أيضاً على المواطن أن يقود بطريقة دفاعيّة وغير هجوميّة وأن ينتبه على الطريق.
لبنان بات عنواناً للموت، حتّى في طرقاته...