Advertise here

حياة اللبنانيين تتحوّل الى سوق سوداء... الاشتراكات الشهريّة في الصالات الرياضيّة خياليّة

28 آب 2022 07:51:41

تعرف أسعار النوادي الرياضية أرقاما خيالية لن يتوقعها أحد، بحيث ان بدل الاشتراك الشهري للفرد يتراوح ما بين ال 3500,000 و7 مليون، هذا إذا لم يكن لديك مدرب خاص او ما يسمى بـ PERSONAL TRAINER لتكون الطامة طامتين! وسط خوف المشتركين في كل بداية شهر من زيادة عن الشهر الفائت ليصبح الاكتئاب حقيقيا ما إذا كان بإمكانهم الاكمال والتسجيل لشهر جديد ومتابعة نمط رياضي وأسلوب حياة صحي معين. والبعض الآخر ممن يرتاد الصالات الرياضية هو مقتدر ومن باب الـ PRESTIGE، ليكون لديه جسم رشيق وجذاب وليس من طائفة المكتئبين.

والسؤال هل فعلا النوادي هي "فذلكة" ام عبارة عن عيادة رياضية باتت ضرورة وحاجة ملحة للكثير من اللبنانيين؟

في الواقع الرياضة هي أكثر مكان يجب ان يرتاده الأشخاص من ذوي الضغوطات المختلفة لا سيما النفسية او حتى لأولئك الذين يشعرون بكآبة وليست فقط مظهرا من مظاهر "العنتظة". فللرياضة فوائد جمّة على الصعيدين النفسي والمعنوي قبل كل شيء، وبعد ثورة 17 تشرين والخضات التي مر بها البلد وأكثرها بشاعة تفجير مرفأ بيروت، دراسات بينت ان اغلبية الشعب اللبناني لا يرزح فقط تحت خط الفقر وانما يعاني من ضغوطات كبيرة جدا. لذا عمد العديد من الاختصاصيين والاختصاصيات لتدريب طائفة كبيرة من اللبنانيين خاصة ممن تعرضوا لإصابات مباشرة ومختلفة جراء تفجير مرفأ بيروت على المستويين الجسدي والمادي.

 

نصف اللبنانيين وأكثر يعانون من الاكتئاب

بيّنت دراسة ان من بين كل 4 افراد يعاني فرد في لبنان من امراض نفسية، وهذه النسبة تعتبر عالية جدا بحسب الأطباء والمتابعين الذين يشخّصون أسباب هذه الواقعة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها البلد وانعكاساتها المباشرة على الافراد. مع الإشارة الى نسبة كبيرة من الأطفال اللبنانيين يعانون من الاكتئاب وهذا ما يظهر عليهم في اللعب مع اصدقائهم وهذه مسألة حيوية وهامة يجب التوقف عندها من المعنيين. وفي دراسة لليونيسف أطلقها ممثل اليونيسف في لبنان أدوار بيجبدير مؤخرا تشير الى ان نسبة كبيرة من الأطفال اللبنانيين يعانون من الفقر والحرمان وفقدان الثقة وهذا ما أدى الى ارتفاع العنف في المنازل والمدارس وهو ما يطال الجانب النفسي في حياتهم بشكل كبير وقد يولد بأساً نتيجة الشعور بالنقص او الحاجة.

الوسواس القهري والاكتئاب الأكثر بطشاً باللبنانيين

تسجل امراض الاكتئاب والقلق والاضطراب والوسواس القهري انتشارا وفتكا واسعين في لبنان، وفي السياق نفسه يعد لبنان من أكثر البلدان استهلاكا لأدوية الاعصاب، بحيث ان استهلاك هذا النوع من العقاقير وصل الى 13 مليون و600 ألف علبة في عام واحد. وفي دراسة تعود الى "غالوب" الأميركية والتي تختص بتقديم بحوث خدماتية تتعلق بإدارة الاعمال أظهرت ان 47% من اللبنانيين يعانون حالات اكتئاب عصبي، كما تناولت الدراسة البلدان الأكثر حزنا في العالم ليحتل لبنان المرتبة 10. وما تجدر الإشارة اليه، ووفقا للدراسات التي أجريت فإن نسبة المدمنين على المهدئات في لبنان تقل عن تلك الموجودة في أوروبا والغرب، الا انها بالتأكيد لها دلالات مقلقة والخوف من الإدمان العشوائي عليها لارتباطها بشكل مباشر بالأزمات التي يعاني منها اللبناني كأزمة المحروقات ومؤخرا رفع تعرفة الاتصالات والكهرباء والخبز ووجع الاوجاع القطاع التربوي وهستيريا أسعار المواد الغذائية ودولرة كل القطاعات!

وما يثير القلق أكثر هو ما تناولته "الديار" في تحقيق سابق عن "تجار ادوية الشنطة" او الادوية المهربة او المنتهية الصلاحية ليصبح المريض اسيراً لهؤلاء ودائما المشكلة تكمن في جهة مسؤولة واحدة هي من افلتت البازار، وقوّدت بوصلة القوانين التي كانت تحد من انتشارها وجعلتها مسرحا مفتوحا في كافة الشؤون الحياتية التي لم تعد حكرا على مستشفيات او صيدليات وتحولت الى سوق سوداء مفتوحة لا حسيب أو رقيب.

المسؤولون يتهربون من الإجابات

لا عجب ان المسؤولين باتوا يخافون اللقاءات الصحافية او الإجابة عن تساؤلات هي حق للمواطن في الاطلاع على حقيقة الأمور. فالحياة في لبنان اما سوق سوداء او تهريب او اتجار غير مشروع وغير مشروط! وكل صاحب مؤسسة او ما يسمى بـ OWNER يسعّر وفقا لمنافعه الشخصية وبغية تحقيق أرباح إضافية وآخر الدواء كما يقال الكي فهل يفعلها اللبنانيون ويعضون على اوجاعهم؟

الأسعار غير نهائية او ثابتة

"الديار" جالت على العديد من الصالات الرياضية بعد ان وصلها شكاوى كثيرة من لبنانيين يئنون رفع أسعار الاشتراكات الشهرية في نواديهم التي يرتادونها مع احتمالية زيادة البدل في مطلع كل شهر.

ففي الاشرفية بدل اشتراك شهري 7 مليون للفرد، في جل الديب 3500,000 ألف، زحلة الاشتراك بدءا من 50$ بالفرش، اما بعض القرى النائية الاشتراك شبه مجاني بحيث تراوحت الاشتراكات ما بين الـ 150 و200 ألف واللائحة تطول، بحسب المدرب وبطل كمال اجسام طه. ع. الذي قال "للديار" كل صاحب "جيم" بات يبغي الربح ليس أكثر، وبالطبع هدفه ليس صحة المشتركين ومؤخرا 70% من الرياضيين كانوا يشتركون فقط لأنهم يعانون من اكتئاب وضغوطات نفسية. والمح الى أصناف البروتين المغشوشة المنتشرة ليس تحت نظر الوزارة المعنية باعتبار انها غير مسؤولة عن تنظيم هذا القطاع والتي تأتي عن طريق التهريب أضف الى ادوية هرمونات لتضخيم العضلات من "التستوستيرون" وغيره والتي لا تخضع لمراقبة الوزارة ولا من يراقبون.

"الديار" حملت زمرة أسئلة الى رئيس مصلحة الرياضة في وزارة الشباب والرياضة السيد محمد عويدات حول دور الوزارة في قطاع الصالات والاندية الرياضة واللياقة البدنية وصولا الى بدلات الاشتراك مرورا بالمنشطات الممنوعة؟

نواد رياضية بلا تنظيم او ترخيص 

أذعن عويدات بالقول: ان وزارة الشباب والرياضة بموجب المرسوم 4481 الصادر العام 2016 مسؤولة عن تنظيم الحركة الرياضية في لبنان ولكن ماذا يعني الحركة الرياضية؟ 

يجيب، الحركة الرياضية ونعني التنافسية التي يتم من خلالها التنافس لذلك فان مسألة النوادي الرياضية التي تختص باللياقة البدنية ليست مدرجة تحت اشراف الوزارة، وكما تطرقتم أنتم الى ان هذا الموضوع فالأندية متعددة وموجودة على كل الأراضي اللبنانية ولا تخضع لأي تنظيم او مرجعية. 

وأضاف، هناك نواد تابعة لمؤسسات وشركات خاصة قائمة داخل حرم الفنادق وبالعادة هذه تستقطب الميسورين او السوّاح. على مقلب آخر يوجد اندية رياضية مرخصة فيها رياضة تنافسية كرفع الاثقال او كمال الاجسام مشيرا الى ان العدد الأكبر منها قائم بشكل عشوائي. لافتا الى ان الوزارة أدركت هذا الامر ليصار بعد مرور وقت طويل الى صدور قانون عن مجلس النواب في أوائل السنة الحالية من شهر كانون الثاني ينص على تنظيم هذا القطاع وترخيصه بحسب الأصول لان الكثير منها غير خاضع للترخيص. 

وأردف عويدات، للأسف وبسبب الوضع السياسي الحالي في ظل غياب حكومة، القانون بحاجة الى مراسيم تطبيقية، ونحن بصدد تحضير هذه المراسيم في الوزارة، والمح ان هذه المراسيم يجب ان تصدر عن مجلس الوزراء مجتمعا لذا عندما تتألف الحكومة سيتم إقرار المراسيم التطبيقية لهذه الأندية مع التراخيص من وزارة الشباب والرياضة وبشروطها التي تنص على الالتزام بالمواصفات الصحية وبعيدا عن المنشطات التي تنتشر بشكل مرعب داخلها.

واتبع عويدات بالقول، عند تنفيذ المرسوم سيكون لوزارتي الصحة والداخلية دور الى جانبنا، لافتا الى ان هذا هو المشروع المستقبلي ريثما تتشكل الحكومة.

لا سلطة "للوزارة" على الرسوم

نبّه عويدات ان الوزارة لا شأن لها بالرسوم والاشتراكات ولا تتدخل في هذا الإطار بشكل مباشر. وعزى هذا الامر الى ان النوادي عبارة عن شركات خاصة شانها شأن أي مؤسسة تجارية. وألمح ان هذا الامر قد يرجع الى وزارات أخرى في الدولة كوزارة الاقتصاد او السياحة بحسب نوع "الجيم".

وارمز، يوجد الكثير من النوادي في لبنان ليست محصورة باللياقة البدنية، كأندية ال BASKETBALL، VOLLEYBALL ولكي يستمر هذا النادي يقوم بفرض رسوم شهرية او حتى سنوية على الرياضيين المشتركين.

يمكن الاستعاضة عن النوادي بجملة نشاطات

ماذا يمكن ان يفعله الأشخاص الذين يفرطون في تناول الأطعمة وcarbs نتيجة الاكتئاب او الـ stress؟ 

تقول د. جاكي قصابيان شالوحي نحن كأخصائيين واخصائيات تغذية نشجّع المرضى على القيام بأنشطة بدنية في أكثر الأوقات، وننصحهم بالذهاب الى النادي أقله 3 مرات في الأسبوع، وفي بعض الأحيان الأخرى نشجع ان يكون لكل فرد مدرّباً شخصياً. وأردفت، في هذه الظروف الراهنة نحاول إيجاد خدع معينة لعدم قدرة الناس للاشتراك في نوادٍ رياضية او الالتحاق بصفوف. وتابعت، من هنا اشجّع مرضاي واطلب منهم ان يرسلوا لي في نهاية كل يوم STEP COUNT وهذا التطبيق موجود عند الجميع في هواتفهم الخليوية والذي يحسب الخطوات التي يقوم بها الافراد خلال عملهم او عن طريق ممارسة رياضة المشي وغيرها من الأنشطة. وأضافت، كما واطلب منهم زيادة الخطوات عن كل يوم سبق بحوالى الـ 300 الى 500 خطوة جديدة وبحسب النظام الذي يتبعه كل فرد من الصعود على الدرج او ركن السيارة في مكان بعيد عن مكان العمل او المنزل. واستكملت شالوحي، احث مرضاي التحرّك خلال التحدث على الهاتف وغيرها من الأفكار التي أحاول تزويدها لـ PATIENTS بما في ذلك مكالمات الـ VIDEO CALL التي اجريها معهم وهذا بهدف زيادة نسبة الحرق لديهم من خلال زيادة الـ EFFORTS.

وهابت شالوحي بالقول: لا اخفيكم ان هذه الأنشطة قد لا تكون كافية الا انها تعمل على رفع الـ METABOLISM بطريقة أكبر وتساعد كل شخص على حرق الدهون التي في جسمه ولو قليلا وشددت على ان هذه النوع من الـ CARDIO لا يحرق الدهون إضافة الى الـ WORKOUT في المنزل وتطبيقات أخرى ومشاهدة فيديوهات رياضية محببة لهم على اليوتيوب وممارسة رياضة الـ ZOMBA. ولفتت شالوحي الى انها تشجع النساء للالتحاق بصفوف اما الرجال الذين يريدون رفع الاثقال والاوزان فأرشدهم بحمل كيلو من الأرز بدلا من الاوزان او دفع الخزانة للأمام والوراء مع الإشارة الى ان هذه الأنشطة ليست دقيقة كالنوادي الرياضية الا انها تبقى فعّالة في الكثير من الأماكن.

STRESS له الكثير من العوامل

أرمزت شالوحي نحن كأخصائيين تغذية نحاول العمل على الشق النفسي مع المرضى، ففي الكثير من الأوقات المريض الذي يأتي تعود تشخيص حالته الى تناول الطعام بشراهة، وعادة يكون السبب ضغوطات نفسية او مشاكل عاطفية او حياتية. فيعمد الى "فش خلقه" بالطعام ومن هنا نحن نعمل على الجانب النفسي ونحفّزهم على كيفية تقبّل واقعهم وتأقلمهم وتكيفهم معه لعدم إمكانية تغييره. وأوعزت شالوحي، إذا نفذوا النصائح التي تعطى لهم اعتقد ان عدم الاشتراك بالنوادي الرياضية لن يؤثر فيهم واقصد بطبيعة الحال الشق النفسي لأنه ليس سببا للاكتئاب، ومردّه الى الظروف التي مرّوا بها والغلاء المعيشي في  جوانب الحياة كافة.

كل فرد يجب ان يجد مكانا ينطلق منه

غمزت شالوحي الى ان كل شخص يجب ان يجد المكان الذي يعد كالمتنفس له وهذا ما أشجع عليه الكثير من الـ PATIENTS يجدون "هايكنغ" في الطبيعة او الاستماع الى الموسيقى او الصراخ بأعلى الصوت وأشجعهم على إيجاد هذه الزاوية مع الإشارة الى انه سنبقى نجد حلولا بعيدا عن الصالات الرياضية باعتبارها ليست أساسا في الحياة إذا توافر البديل عنه فيما لو كان ارتياد الصالات الرياضية سببه اكتئاب او وضع نفسي معين.

على  "الشباب والرياضة" دعم النوادي المحلية

أومأت شالوحي الى انه فعلا وقانونا قد لا تستطيع الوزارة المعنية تنظيم هذا القطاع لجهة الاشتراكات الشهرية باعتبار انهم مؤسسات خاصة ويبغون الربح ولديهم مصارف واعمال صيانة.

ومن قال ان المؤسسات الخاصة لا يجب ان تكون خاضعة لقوانين الوزارة المعنية نحن في بلد ام في غابة؟ واستطردت، ما يمكنها فعله كوزارة "الشباب والرياضة" تفعيل النوادي المجانية عن طريق تقديم الدعم والعون في أشياء معينة. على سبيل المثال في ضيعتي يوجد نادي اسمه "غلوبل فكر درب عشتار" وهو يقدم صفوفا ونشاطات ترفيهية شبه مجانية نقوم بإعطاء صفوف على القدر المادي المتوافر بمصاريف رمزية على سبيل المثال الـ FOOTBALL بدل مادي بـ 50 ألف ليرة لبنانية شهريا وبدورنا نعمل على تغطية بدلات المدرب وغيره من الأمور.

وأشارت شالوحي الى ان النوادي مثل الكشافة والنوادي الرياضية والرعايا والفرسان ما دامت تتلقى الدعم المادي من الوزارة هذا سيكون بابا لفتح نشاطات أكثر للكبار والصغار ولفتت الى ان الكثير من الصفوف تعطى بشكل شبه مجاني وألحقت بالقول في غياب الوزارة المعنية نحن في بلد يطبق عليه القول "كمن يأكل من اللحم الحي" وكنّت شالوحي قائلةً: يتم التقصير لجهة تقديم الدعم اللازم.