Advertise here

الشّباب..ووجه التغيير

13 أيار 2019 13:23:00 - آخر تحديث: 13 أيار 2019 13:52:49

لم تكن سارة البستاني، وهي طالبة هندسة على أبواب التخرّج من الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة LAU ، لتتوقّع - ولو في بعض أحلامها - أنها ستخطو بهذه الثقة والعفوية معًا إلى أرقى منبر دبلوماسي في العالم، لتخاطب الحضور من طلّاب ثانويات، وأساتذة، ومستشارين تربويين، ومسؤولين من الأمم المتحدة، حضر بعضهم إلى نيويورك من لبنان، فيما حضرت الأكثرية من مختلف دول العالم، من دون إغفال أنّ هذه الجلسة بُثّت أمس مباشرة على موقع الأمم المتحدة لتصل إلى أرجاء المعمورة. 

وعلى وقع أغنية ( Beyonce /  i was here) دشّنت سارة إطلالتها كسكرتير عام في (GCIHSMUNC- Global Classrooms International High School Model United Nations Conference) ضمن برنامج ترعاه الأمم المتحدة ، وتنظّمه بالكامل منذ سنوات أربع، الجامعةُ اللبنانية الأميركية LAU.

قد يكون من المفيد القول أنّ التحضير لهذه الورشة يبدأ في فرعي الجامعة في بيروت وجبيل، قبل أربعة أشهر من موعد انعقاد المؤتمر الأممي في نيويورك، والذي تدور جلساته المكثّفة على مدى ثلاثة أيام، حول موضوعات مختارة، تركّزت هذا العام على بنود التنمية المستدامة السبعة عشر التي أطلقتها الأمم المتحدة في خطة تستمرّ للعام 2030. وكان التتوّيج في اليوم الختامي أمس، عرضا لنتائج الجلسات، ومقابلات مع الطلاب المشاركين من كلّ أنحاء العالم ، وإعلانَ فِرق الفائزين الذين يمثلون بلدانا بعينها، حتى ولو لم يكونوا مواطنين فيها يحملون جنسيتها. وسيصدر كتاب يتضمّن الحلول التي توصّل إليها الطلاب في جلساتGCIHS في نيويورك، وفي برامج الMUN, MAL,MEU في لبنان، على أن يُنشر على الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

ما هي المنافع والنتائج المباشرة لبرامج مماثلة؟
هي إعلاء لكلمة الشباب، وتفعيل لدورهم، وتحفيز لهم للتدرّب على أخذ منحى إيجابيّ وفعّال مستقبلا - بدءا من الآن-  في المجتمعات الحديثة. فأن يتلاقى طلّاب من مختلف الجنسيات، واللهجات، والأديان، والمناطق الجغرافية، والطبقات الاجتماعية، من دون تفرقة بين دول غنيّة أو فقيرة، ومن دون تمييز بين شبابها وشاباتها إلا بما يحملون من فكر متوقّد، وشغف للمعرفة، والانفتاح، والتواصل، والحوار مع الآخر، والتعرّف على مشاكل العالم، ووضع حلول لها، فهذا من أجمل وأسمى الغايات الإنسانية التي تسعى إلى تكريسها الأمم المتحدة.

كم هو مهم أن نفسح لبناتنا وأبنائنا من الشباب أن يلتقوا محليًا- أولًا - مع ما يحملون من خلفيات ثقافيّة واجتماعيّة وبيئيّة، وأن يتقاربوا ويتحاوروا بلغة دبلوماسيّة هادئة ومحبّة. 
وكم هو ضروريّ أن نجد الفرصة لمكافأة أولئك الشباب، بمِنح ماليّة تخفّف عنهم العبء السنويّ الثقيل، ونساعدهم في قول كلمتهم في كلّ المحافل المحليّة والدوليّة، بشجاعة وكفاءة وثقة، فيكثر أمثال سارة وزميلاتها وزملائها من الشباب الطموحين، علّهم يغيّرون وجه هذا العالم ، فتقلّ البشاعة فيه والمعاناة والحروب، ويطغى الوجه الآخر من السلام والرخاء والجمال.

*لمشاهدة الفيديو أضغط هنا