في ظلّ الأزمات الاقتصادية التي يعاني البلد من وزرها، تواجه المديرية العامة للدفاع المدني مشقّات وتحدّيات عدّة أمام إتمام عملها على أكمل وجه، في حين أن مؤشر الحرائق مرتفع جداً ويستدعي استنفاراً وجهوزية. فهل ثمّة من تهديد لحياة وسلامة النّاس خصوصاً مع تخطّي درجات الحرارة لمعدلاتها الموسمية في الأسبوع الأخير من هذا الشهر؟
تعقيباً على ذلك، أكّد مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطّار أنَّ "بالرغم من الصعوبات، لم نشهد تراجعاً في أداء عناصر الدفاع المدني، علماً أنَّ جهوزية العناصر مؤمنة، وتم رفعها بموجب مذكرة صدرت عن المديرية العامة للدفاع المدني وبالتالي تعميمها على كافة المراكز المنتشرة على الأراضي اللبنانية، على غرار ما يحصل في كل موسم حرائق في مثل هذه الفترة من السنة التي تشهد موجة من الحر".
ورأى خطّار في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ "المشاكل التي تعاني منها المديرية العامة للدفاع المدني لم تعد خافية على أحد، ابرزها أن غالبية العناصر هم من المتطوعين ويواجهون مشاكل يومية للتمكّن من الوصول إلى المراكز في ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة، ناهيك عن مسألة النقص في العتاد والتجهيزات، بالإضافة إلى أزمة المحروقات التي تفاقم من معاناة المديرية العامة للدفاع المدني، إذ لا زلنا نتعاون مع الجيش اللبناني لتأمين المحروقات للآليات ضمن كميات محدودة".
وفي ما يتعلّق بتوّقف بعض الآليات عن العمل، ذكر خطّار أنَّ "عدد الآليات التابعة إلى المديرية العامة للدفاع المدني والموضوعة في الخدمة هو 767 آلية، وثمة 135 آلية منها معطلة ومتوقفة عن العمل، والأسباب تعود إلى قدم عهدها أولاً، ثمّ الأعطال الميكانيكية نظراً للإستهلاك اليومي وعدم قدرة الإدارة على تأمين التصليحات المطلوبة بسبب الوضع الإقتصادي وكلفة التصليح التي يتوّجب سدادها بالعملة الأجنبية (الفريش دولار)".
وختمّ خطّار حديثه مذكّراً أن "منذ بداية الأزمة ولغاية الساعة رفعنا شعار "بكل الأوقات حدك" تأكيداً منا على الإستمرار بتأدية رسالتنا الوطنية والإنسانية بصرف النظر عن الظروف القاهرة، لكننا لم نتوانَ يوماً عن تلبية نداءات الإغاثة حتى في أحلك الظروف".
وعليه، فإنّ عناصر الدفاع المدني من موظفين ومتطوعين تقع على عاتقهم مسؤولية كبرى تتجلّى في تأمين السلامة العامة خلال المواسم والأزمات كافة، لذا يجب توفير الحدّ الأدنى من حقوق هذه المديرية ومكوناتها لضمان استمراريتها وقدرتها على مجابهة الكوارث.