Advertise here

أهالي مفقودي "زورق الموت" يريدون "الجثث" أو "الحقيقة"

23 آب 2022 07:55:45

كان رائد الدندشي على متن أحد القوارب التي انطلقت من مرفأ طرابلس في الصباح الباكر أمس، لمواكبة عمل غواصة طال انتظارها، استجلبت خصيصاً للبحث عن المفقودين الذين غرقوا في «زورق الموت» قبل أربعة أشهر وتحديداً في 23 أبريل (نيسان) الماضي، وبقوا من حينها في قعر الماء على عمق يقدّر بـ470 متراً، ولم يتمكن أحد من انتشالهم.
ولكن ما كاد أهالي المفقودين، يتنفسون الصعداء، مع انطلاق عمل الغواصة، حتى أعلن عن توقف البحث دون أن تتمكن من القيام بمهمتها. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني عبر حسابها على «تويتر» عن «تأجيل مهمة البحث عن المركب الغارق قبالة مدينة طرابلس بسبب ارتفاع موج البحر ما قد يهدد سلامة الغواصة وطاقمها». ورغم التعليقات التي انطلقت متهمة المسؤولين بعدم الجدية، لأن حالة الطقس ليست مفاجئة ويمكن معرفتها سلفاً، فإن أحد البحارة المواكبين للمهمة أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه كان من الضروري إيقاف العمليات «لأن الونش الذي كان يحمل الغواصة، يمكن أن يتعرض للاهتزاز والانقلاب».
رائد الدندشي نجا بأعجوبة من الحادثة يومها، وغرقت زوجته وعثر على جثة ابنه بهاء (8 سنوات) وبقيت ابنته (غزل 13 سنة) في عداد المفقودين. يقول رائد: «الروح أصبحت عند ربها، لكن الله قد يكرمنا، وقد نعثر على جثثهم كما هي، أو لا نجد أحداً. كل شيء ممكن. وفي حال لم تبرد قلوبنا بالعثور عليهم، بمقدور هذه الغواصة أن تصوّر على عمق سحيق، وتأتينا باللقطات التي توضح أن المركب قد انكسر بالفعل، وأنه تعرض لاعتداء، ولم يغرق وحده كما يقولون. فمعرفة الحقيقة، مسألة جوهرية بالنسبة لنا».
وكان الناجون وأهالي الضحايا في الحادثة التي وقعت قبل أربعة أشهر، قد اتهموا عناصر في الجيش اللبناني بمطاردتهم بزورق، في محاولة لثنيهم عن إكمال طريقهم إلى أوروبا، وأنه صدمهم عمداً، ما تسبب بغرق ما يقارب 32 شخصاً بقوا في عداد المفقودين، وتم إنقاذ 45 آخرين، فيما انتشلت 6 جثامين.
وأصيبت عائلة الدندشي التي تسكن منطقة الريفا في طرابلس بالألم الأكبر. كان على متن المركب رائد الدندشي مع أخويه عميد وبلال وجميعهم مع نسائهم وأطفالهم. نجا عميد وزوجته، وفقدا أولادهما الثلاثة، كما نجا الشقيق الثالث بلال، وفقد زوجته وولديها ليث ورزان. 7 أطفال لعائلة واحدة وزوجات، وعدد من الأقرباء الآخرين، مما يرفع عدد ضحايا عائلة الدندشي إلى عشرة.
يقول رائد الذي بقي له من عائلته أربعة أولاد يعيلهم دون والدتهم التي توفيت: «هل يعقل أن أشخاصاً عاديين، وجمعية لبنانية في أستراليا، تمكنت من الإتيان بغواصة، ومساعدتنا، ولم نر مبادرة من رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة ابن طرابلس، ولا كلمة عزاء. اليوم تحديداً، كل لبنان من شماله إلى جنوبه، كان متأثراً يتابع أخبار الغواصة، ورئيس حكومتنا، لم يصدر بياناً!».
أما مازن منذر طالب (24 سنة) الذي ينتظر انتشال أمه (48 سنة) ووالده (48 سنة) وشقيقيه الأكبر (26 سنة) والأصغر (10 سنوات)، فلم يتمكن من دخول المرفأ ومواكبة العمليات، لأن عدد الذين سمح لهم بالإبحار من الأهالي ومرافقة الجيش في عمليات البحث، محدود. وبقي هو على مسافة يعاين الغواصة من بعيد. يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يريد أن يفقد الأمل رغم توقف عمل الغواصة، مشيراً إلى أنه كله أمل أن يعود البحث مع انبلاج الضوء.
وعقد قائد القوات البحرية في لبنان العقيد الركن هيثم ضناوي مؤتمراً صحافياً في القاعدة البحرية في مرفأ طرابلس صباح أمس، تناول فيه تفاصيل مهمة غواصة الإنقاذ التي انطلقت من مرفأ طرابلس عند الساعة السابعة والنصف باتجاه موقع غرق «زورق الموت»، وقال إنها «ستبدأ عملها نحو الساعة العاشرة صباحاً مبدئياً بحثاً عن الزورق والضحايا. وأوضح: «العملية هي نتيجة تضافر جهود من قبل المواطنين اللبنانيين، مدنيين وعسكريين، شاركوا بجعلها واقعاً». وأوضح أن الغواصة يبلغ طولها 5.68 أمتار وعرضها 2.24 متر وتصل إلى عمق 2180 متراً، مشيراً إلى أن طاقم الغواصة مؤلف من أشخاص هم من يديرونها. وتبقى على اتصال دائم مع مدير الغواصة، وهي غير موصولة بأسلاك إلى السطح وبالتالي تذهب لتنفذ كامل مهمتها وتعود مع التسجيلات والملاحظات.

كان رائد الدندشي على متن أحد القوارب التي انطلقت من مرفأ طرابلس في الصباح الباكر أمس، لمواكبة عمل غواصة طال انتظارها، استجلبت خصيصاً للبحث عن المفقودين الذين غرقوا في «زورق الموت» قبل أربعة أشهر وتحديداً في 23 أبريل (نيسان) الماضي، وبقوا من حينها في قعر الماء على عمق يقدّر بـ470 متراً، ولم يتمكن أحد من انتشالهم.
ولكن ما كاد أهالي المفقودين، يتنفسون الصعداء، مع انطلاق عمل الغواصة، حتى أعلن عن توقف البحث دون أن تتمكن من القيام بمهمتها. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني عبر حسابها على «تويتر» عن «تأجيل مهمة البحث عن المركب الغارق قبالة مدينة طرابلس بسبب ارتفاع موج البحر ما قد يهدد سلامة الغواصة وطاقمها». ورغم التعليقات التي انطلقت متهمة المسؤولين بعدم الجدية، لأن حالة الطقس ليست مفاجئة ويمكن معرفتها سلفاً، فإن أحد البحارة المواكبين للمهمة أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه كان من الضروري إيقاف العمليات «لأن الونش الذي كان يحمل الغواصة، يمكن أن يتعرض للاهتزاز والانقلاب».
رائد الدندشي نجا بأعجوبة من الحادثة يومها، وغرقت زوجته وعثر على جثة ابنه بهاء (8 سنوات) وبقيت ابنته (غزل 13 سنة) في عداد المفقودين. يقول رائد: «الروح أصبحت عند ربها، لكن الله قد يكرمنا، وقد نعثر على جثثهم كما هي، أو لا نجد أحداً. كل شيء ممكن. وفي حال لم تبرد قلوبنا بالعثور عليهم، بمقدور هذه الغواصة أن تصوّر على عمق سحيق، وتأتينا باللقطات التي توضح أن المركب قد انكسر بالفعل، وأنه تعرض لاعتداء، ولم يغرق وحده كما يقولون. فمعرفة الحقيقة، مسألة جوهرية بالنسبة لنا».
وكان الناجون وأهالي الضحايا في الحادثة التي وقعت قبل أربعة أشهر، قد اتهموا عناصر في الجيش اللبناني بمطاردتهم بزورق، في محاولة لثنيهم عن إكمال طريقهم إلى أوروبا، وأنه صدمهم عمداً، ما تسبب بغرق ما يقارب 32 شخصاً بقوا في عداد المفقودين، وتم إنقاذ 45 آخرين، فيما انتشلت 6 جثامين.
وأصيبت عائلة الدندشي التي تسكن منطقة الريفا في طرابلس بالألم الأكبر. كان على متن المركب رائد الدندشي مع أخويه عميد وبلال وجميعهم مع نسائهم وأطفالهم. نجا عميد وزوجته، وفقدا أولادهما الثلاثة، كما نجا الشقيق الثالث بلال، وفقد زوجته وولديها ليث ورزان. 7 أطفال لعائلة واحدة وزوجات، وعدد من الأقرباء الآخرين، مما يرفع عدد ضحايا عائلة الدندشي إلى عشرة.
يقول رائد الذي بقي له من عائلته أربعة أولاد يعيلهم دون والدتهم التي توفيت: «هل يعقل أن أشخاصاً عاديين، وجمعية لبنانية في أستراليا، تمكنت من الإتيان بغواصة، ومساعدتنا، ولم نر مبادرة من رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة ابن طرابلس، ولا كلمة عزاء. اليوم تحديداً، كل لبنان من شماله إلى جنوبه، كان متأثراً يتابع أخبار الغواصة، ورئيس حكومتنا، لم يصدر بياناً!».
أما مازن منذر طالب (24 سنة) الذي ينتظر انتشال أمه (48 سنة) ووالده (48 سنة) وشقيقيه الأكبر (26 سنة) والأصغر (10 سنوات)، فلم يتمكن من دخول المرفأ ومواكبة العمليات، لأن عدد الذين سمح لهم بالإبحار من الأهالي ومرافقة الجيش في عمليات البحث، محدود. وبقي هو على مسافة يعاين الغواصة من بعيد. يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يريد أن يفقد الأمل رغم توقف عمل الغواصة، مشيراً إلى أنه كله أمل أن يعود البحث مع انبلاج الضوء.
وعقد قائد القوات البحرية في لبنان العقيد الركن هيثم ضناوي مؤتمراً صحافياً في القاعدة البحرية في مرفأ طرابلس صباح أمس، تناول فيه تفاصيل مهمة غواصة الإنقاذ التي انطلقت من مرفأ طرابلس عند الساعة السابعة والنصف باتجاه موقع غرق «زورق الموت»، وقال إنها «ستبدأ عملها نحو الساعة العاشرة صباحاً مبدئياً بحثاً عن الزورق والضحايا. وأوضح: «العملية هي نتيجة تضافر جهود من قبل المواطنين اللبنانيين، مدنيين وعسكريين، شاركوا بجعلها واقعاً». وأوضح أن الغواصة يبلغ طولها 5.68 أمتار وعرضها 2.24 متر وتصل إلى عمق 2180 متراً، مشيراً إلى أن طاقم الغواصة مؤلف من أشخاص هم من يديرونها. وتبقى على اتصال دائم مع مدير الغواصة، وهي غير موصولة بأسلاك إلى السطح وبالتالي تذهب لتنفذ كامل مهمتها وتعود مع التسجيلات والملاحظات.