Advertise here

هل تغض الدولة النظر عن حقوق مرضى السرطان؟

23 آب 2022 07:22:18

السلام لروحك أيتها الجميلة فوزية فياض. مضت أشهر على رحيلك ولا يزال وجهك يشعّ وروحك الحلوة ترافقنا. ما زلت الشابة التي أبت أن تستسلم حتى آخر رمق أمام تخاذل «دولة» بلا قلب ولا شرف. فوزية فياض فلنُخبركِ عن حال رفاقكِ مرضى السرطان الذين ما زالوا يتمسكون بآخر نفس. فلنخبرك عن علياء ومايا وربى وعلي وجوزف ووائل ومحمد وأندريه وأليسار وألكسي وكل الذين يناضلون في مزرعة خلناها وطناً فأخطأنا. نعتذر منك فوزية أو فوفو كما كان يحلو لمحبيك مناداتك. فكثيرون وكثيرات ما زالوا يعانون بلا حتى إبرة مورفين تُخفف عنهم آلامهم. نعرف أنك في مكانٍ أجمل لا مرض فيه ولا وجع لكننا سنُخبرك عن لبنانيين ولبنانيات يعانون الأمرّين في دولة صماء بكماء عمياء.

الطيبون يذهبون بسرعة، فجأة، بلا وداع، ويبقى الأموات - الأحياء يعانون. أنظروا الى وجوههم. أنظروا الى من يخسرون يومياً أحباء ويحاولون أن يكملوا مسيرة العمر متألمين. اللبنانيون باتوا كما الـ «روبو» يتألمون ويمشون منهكين في جلجلة البحث عن أساسيّات العمر. والأدوية - التي هي من أساس الاساسيات - مفقودة. فماذا قد تظن الدولة العاجزة اللامبالية نفسها فاعلة مع كل هؤلاء؟ يا «عيب الشوم عليها».

أدوية السرطان والامراض التي تشبه السرطان بشراستها غير متوافرة. فهل فكّرت «دولتنا» بما قد يشعر به المرضى وأهالي وأحباء المرضى الذين يتلوون في القرن الواحد والعشرين بلا علاج؟ أين وزير الصحة فراس أبيض؟ هل سيرعى في «أكتوبر» إحتفالاً زهري اللون ويخبرنا شعراً ونثراً؟ هو غرّد في ايلول 2021: «تحمّل المسؤوليات وقت الأزمات واجب تجاه الوطن والمجتمع، وهي أمانة يُسأل عنها أحدنا دنيا وآخرة. الصحة حقّ، والناس يهمهم ما سيفعله المرء لحلّ مشاكلهم». فراس ابيض يحاول؟ هو لم يفعل بعد شيئاً. ولا يختلف اثنان على ذلك. ليس ذنبه؟ هو وزير الصحة وهذا يكفي.

إتصلنا به لسؤاله. يُشهد لفراس أبيض أنه يجيب دائما على هاتفه الخليوي لكن هل لديه أجوبة تشفي غليل السائل والمريض والموجوع ومن بينه وبين الموت جرعة دواء؟ يجيب: «بدأنا في المرحلة التجريبية من أجل ضبط الأدوية وتعقبها». لكن معاليك، هناك مرضى لا يمكنهم إنتظار مرحلة تجريبية وأخذ وردّ وبيانات ووعود؟ يقاطع بالقول: «نوال... نوال... الأموال التي يعطوننا إياها غير كافية وهذا ما أردده دائماً. فإذا لم يرفعوا قيمة الأموال التي تردنا سيصعب تأمين الدواء. كانت الوزارة تحصل على 140 مليوناً لشراء الأدوية الآن نحصل على 25 مليوناً وتريدين ألا نشعر بالفارق؟». ويستطرد: «من كم يوم، يوم الخميس الماضي بالتحديد، حققنا «شغلتين»: حصلنا على وعد من دولة الرئيس نجيب ميقاتي بزيادة خمسة ملايين دولار لشراء أدوية أمراض السرطان والأمراض المستعصية. وهذا ما سيُمكننا مع إنجاز سياسة تتبع مسار الدواء من تخفيف العبء كثيراً عن كاهل الناس». 

هل نفهم من كلام وزير الصحة أنه متفائل؟ يجيب: «لا حلول بلا تمويل. والمفروض إعادة النظر في السياسات الصحية التي كانت متبعة في علاجات الأمراض السرطانية». وهل سرقة الأدوية من «بيت أبيها» للوزارة سببها السياسات الصحية القديمة؟ يجيب: «أصدرتُ بياناً في الموضوع وشكلتُ لجنة للتدقيق بالمعلومات حول فقدان أدوية سرطانية من مستودعات وزارة الصحة العامة. والوزارة تأخذ الموضوع بجديّة كبيرة».