Advertise here

سباق وليد جنبلاط في صراع الدول

21 آب 2022 16:28:39

انتقدوا وليد جنبلاط في الآونة الأخيرة بسبب لقائه مع وفد من حزب الله. البعض قال إنه رمى نفسه في أحضان "الحزب" والبعض الآخر قال انه انقلب على فريق السياديين. ولكن مهلاً، فلنقرأ بتروٍّ هذه الزيارة وما علاقتها بصراع الدول.

بغض النظر عن لعبة الاحجام، فإن حجم الحزب التقدمي الاشتراكي ووليد جنبلاط، يمتلكان دوراً محورياً وأساسياً. وبعد كل التداعيات للأحداث العالمية والاقليمية من النزاع في أوكرانيا الى الصراع الأميركي - الايراني، وما ستعانيه أوروبا كلها في السنوات المقبلة من الصراع الروسي الأوكراني، حيث ستكون لروسيا ما تريد، اضافة الى أن إيران أيضاً تتجه الى أن تحقق مطالبها، من البديهي اذا البحث في لبنان عن كيفية محاولة الإنقاذ.

ازاء ذلك، يبحث جنبلاط عن نافذة تسمح للبنان بأن لا يدفع ثمن المواجهة في صراعات الدول وطموحاتها.

هذا هو السبب الأساسي الذي جعل جنبلاط يستبق الأمور ويضع النقاط على الحروف. فهو يريد وقف التدهور الاقتصادي في لبنان، لذلك يبحث عمّن يشاركه القناعات في إنقاذ الوضع المعيشي، ولذلك أيضا يبحث عن فرصة وصول رئيس جمهوريّة من طينة ميشال عون، وبالتالي ليس من 8 آذار، وهذا يعني حكماً البحث عن توافق على رئيس لذلك لن يكون ايضا من 14 آذار.

جنبلاط يريد رئيساً مستقلاً ينقل لبنان من الهاوية الاقتصادية وانقاذ ما تبقّى من البلد.
هذه ليست المرة الاولى التي يسعى فيها جنبلاط الى انقاذ لبنان، فبعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقف جنبلاط وقفة المارد، ويومها انسحب الجيش السوري من لبنان، مروراً الى كيفية تعامله ما جرى في أحداث 7 أيار، ووصولاً الى سيره بانتخاب ميشال عون رغم رفضه له، وذلك احتراماً لإرادة القوى المسيحية آنذاك.

اليوم المطلوب ملاقاة يد وليد جنبلاط الممدودة، لكي يكون هناك رئيس قادراً على انقاذ البلاد وإبعادها عن صراعات الدول.

(*) بقلم باسم مهنا الحسنية.