Advertise here

بوغدانوف إلى لبنان قريباً.. موسكو تؤكّد دورها وتعاكس إدعاءات واشنطن

20 آب 2022 12:26:04

استراحة قصيرة اتّخذتها موسكو مع اندلاع الحرب الأوكرانية إذ فضّلت حينها تركيز كلّ جهودها على المعركة ووضع الملفات الأخرى غير الملحّة، لا سيما منطقة الشرق الأوسط، on hold لبعض الوقت حتى تتضح صورة الحرب. إلا أن فترة استمرار المواجهات المسلّحة طالت وتفاقمت وبالتوازي التهديدات بتقليص نفوذ روسيا ودورها في المنطقة وتحديداً في لبنان. وفي هذه الأجواء، بدأت موسكو بتوجيه رسائل وإعطاء مؤشرات تؤكّد أن انشغالها في الحرب ليس مرادفا لعدم الالتفات إلى الساحة اللبنانية منعاً لإخلائها أمام قوى كبرى أخرى لا سيما أميركا وتعبيد الطريق لها بشكل يسمح بتعزيز سيطرتها على بيروت. 

وخلال اجتماع بداية الشهر الجاري بين الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في بلدان الشرق الاوسط وبلدان افريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف مع الممثل الخاص لرئيس حكومة لبنان السابق رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري جورج شعبان تم بحث الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان مع التركيز على عمق الازمة المتكررة في هذا البلد وضرورة عدم السماح بحصول فراغ في السلطة يعمق الأزمة في البلد، وأكّد الجانب الروسي في المباحثات على دعم بلاده الجهود التي تقوم بها القوى السياسية والاجتماعية اللبنانية في سبيل الإسراع بتشكيل حكومة قادرة برئاسة نجيب ميقاتي وعلى ضرورة انتخاب رئيس جمهورية ضمن المواعيد والاصول الدستورية. 

واليوم تستعدّ روسيا لتنظيم زيارة واسعة لها إلى لبنان في أوائل أيلول، وبات هذا القرار مؤكّداً وفق ما تكشفه مصادر دبلوماسية مطّلعة على الموقف الروسي لـ "المركزية"، لافتةً إلى أن "أحد المسؤولين الروس سيمثل بلاده في جولة على المنطقة تشمل بيروت وعلى الأرجح سيكلّف بوغدانوف بهذه المهمة ويلتقي مختلف الأطراف السياسية اللبنانية، خصوصاً وأن وفدا روسيا لم يقصد لبنان منذ فترة طويلة". 

وتشدد المصادر نفسها على أن الروس جديون في رغبتهم بالعودة إلى الساحة اللبنانية، ورغم الحرب في أوكرانيا لن يتركوها ويريدون تأكيد دورهم فيها عبر الزيارات وإظهار الاهتمام بالوضع الداخلي اللبناني إذ إن الاستقرار فيه ينعكس على استقرار جارته سوريا. والروس يعتبرون أن دورهم في البلدين والمنطقة اساسي، خصوصاً أن الغاز موجود فيهما وهذا أمر يهم موسكو لأن إحدى شركاتها موجودة ضمن لائحة الشركات التي ستنقب عن الغاز في لبنان، ودائماً بحسب المصادر. 

بزيارتها إلى المنطقة، تريد روسيا محاربة ما تروجه أميركا عن أنها في عزلة، وهي تسعى إلى إظهار العكس انطلاقاً من زيارات سابقة قامت بها وفود روسية إلى الخليج وأفريقيا ومصر والجزائر... بالتالي، زيارتها إلى المنطقة تندرج ضمن الإطار نفسه وسيكون للبنان حصة منها وربما الأردن وسوريا أيضاً وغيرهما من البلدان". 

وبالنسبة إلى المساعدات الممكن أن تقدّمها موسكو لبيروت، تحديداً في القمح والنفط، بناءً على طلب الأخيرة، تشير المصادر إلى أنها مطروحة على طاولة البحث الروسية وعلى الأغلب سيتم بحثها خلال زيارة الوفد. 

أما تشكيل الحكومة اللبنانية، فروسيا لم تتدخل فيه، وفق المصادر، بل أصرّت على الإسراع في تشكيل حكومة قادرة برئاسة نجيب ميقاتي، وتمت اتصالات هاتفية بين مسؤولين روس ولبنانيين إلا أنه لم يتم الإعلان عنها إعلامياً. 

في المقابل، لم تجدول أو تطرح أي زيارات لمسؤوليين وسياسيين لبنانيين إلى موسكو، تؤكد المصادر، خصوصاً في ظلّ التخوّف من العقوبات الأميركية.