Advertise here

جورج حداد وداعاً

17 آب 2022 12:31:44

لعبت الثانويات الرسمية ودور المعلمين والمعلمات بعداً ثقافياً إضافة إلى تقديم التربية والتعليم والبرمجة أمام آلاف الطلاب والمعلمين على كامل الساحة اللبنانية حيث نعم البقاع بطلة زاهية وتاج مرصع بالأخوة والتفاني والتعلق بالوطن على طريق التقدّم والعدالة.
في ريفنا البقاعي كانت منابر الثقافة تنطلق من ثانويات رسمية أدارها بتفانٍ وإخلاص رموز مشبعة بإرادة التطوير والحرية والعدالة، حيث كان مديروها وأساتذتها من نخبة القوم ومن أصحاب الفكر والرأي والجهاد والقيم يحاربون على جبهتين إحداهما الجهل وثانيهما فروع المخابرات المهيمنة على الوضع العام فهذا مدير ثانوية المنارة الأستاذ إبراهيم أيوب يبيت لمرتين في مركز جب جنين الأولى لتصديه لمجموعة من الغوغائيين يطالبون بتكريس الجهل والجهالة أما الثانية فهي لترفيع طالبة راسبة، ولم يأبه ولم يتخل عن قناعاته، تحية لك من مقدري مسيرتك وعارفي بواطن الأمور.
وهذا مدير ثانوية قب الياس زكي الدلنك يُستجوب في فرع شتورا رغم سلميته وهدوئه لأنه رفض تسجيل طالب لم يوفق في إمتحان الدخول إلى ثانويته وكيف يتم ذلك ووالده أحد أصدقاء اللواء المغفور له.......... وهكذا تزدحم المشاهد بالثبات على رصانة التعليم وحق منحه لكل المواطنين حتى يعمد بالدم الطاهر مع المرحوم محمد خير حمد مدير ثانوية برالياس إبان حرب التحرير المشؤومة بفاعليها ونتائجها الكارثية حتى يومنا هذا...
هذه الأمثلة ليست إلا إنارة بسيطة على مواقع متميزة لمديرين أكفاء في راشيا وجب جنين والأوسط، حيث بلغت وقاحة أحد السياسيين أن يجعل دار المعلمين في جب جنين فرعاً لدار زحلة ليس إلا نكايةً بطاقمها التربوي ولأسباب محض بلدية.
في هذه المعمعة لمع إسم الفارس التربوي النزيه جداً والعاشق لطلابه وزملائه ووطنه أولاً المرحوم الحبيب جورج نايف الحداد حيث كان يشكل مع مجموعة من عانا ومحيطها كوكبة خيالة تقارع الجهل والتفرقة وسلبيات حروب الأهل بمقاييس الطوائف وليس بمقاييس العدالة،
حمل المرحوم هم المدارس وهم الطلاب وهموم الناس فكاد مجلياً في قربه من عواطف الناس وعقولها وأسهم إسهاماً فاعلاً في تنشيط العمل التربوي في التدريس في مدارس البقاعين معلماً وأستاذ وشبك علاقات الجهد والعمل واضعاً نصب عينيه بقاعاً أكثر علماً وثقافة، واكتمل الدور التربوي وبعناية إلهية للمرحوم حيث عمله إنتقل من التدريس إلى التفتيش وهنا لب الموضوع في إرساء عدالة التقييم والتقويم، لله درك يا جورج كم كنت منصفاً وجاهداً ومحايداً ومنحازاً إلى الوطن في عليائه وكرامته هذا بعض من سيرة جورج الحداد حيث يضاف إليها مراحل ثلاث أغنى برامجها بالرأي والجهد والعمل أترك للقيمين عليها الإشارة إلى جدولها وهي:
1- الدور التوحيدي داخل عانا الذي يقر ويعترف به الجميع.
2- هيئة دعم مستشفى خربة قنافار الحكومي حيث تعاوننا لفترة مع مكتب الصحة في الإدارة المدنية في الجبل.
3- الدورالرائع والرائد في جمعية آفاق- مركز إنماء راشيا والبقاع الغربي وفي المجلس الثقافي والإجتماعي لراشيا والبقاع الغربي.
صديقي جورج:
الرحمة لروحك الطاهرة والعزاء للأحبة في البيت المغمور بحبك وعنايتك ولكل أهلك وعارفيك وزملائك ورائدي الصدق والوفاء على مساحة الوطن.
ستبقى في البال ما دام البال مدركاً لأحوال الدهر ولنا في الصديقين جاد ونور والسيدة الكريمة خير عزاء.
رحمك الله