Advertise here

جنبلاط يكسر النمطية القاتلة.. إنقاذ البلد يبدأ من بيروت

15 آب 2022 06:25:27

لا تزال حركة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تكاد الوحيدة التي تخرق جمود اليوميات السياسية اللبنانية والانتظار في محطات الاستحقاقات الاقليمية والدولية لمقعد للبنان لإخراجه من الجحيم الذي يعيش فيه، في حين أن جنبلاط هو السياسي اللبناني الوحيد الذي قرّر كسر النمطية القاتلة القائمة ومحاولة خلق الحلول بدءا من الداخل لا انتظار الخارج. 

فصحيح أن صندوق النقد الدولي يريد أن يساعد لبنان، إلا أن أي مساعدة لن تأتي اذا لم يبدأ الاصلاح من هنا. وصحيح أن المفاوضات قائمة ومستمرة من أجل ترسيم الحدود البحرية تمهيداً لاستخراج الغاز والنفط، إلا أن التهوّر وأخذ لبنان الى حرب في ظل انهياره الكبير هو مسؤولية لبنانية أولاً. وصحيح أن القوى الكبرى ستكون لها كلمتها وتأثيرها في الاستحقاق الرئاسي، إلا ان الاتفاق يجب أن يبدأ من بيروت كما ترشيح الاسماء التي يجب أن تتمتع بمواصفات كفيلة على إنقاذ البلد في هذه المرحلة الدقيقة.

هذا ما يحاول أن يقوله جنبلاط من خلال دعوته الدائمة للحوار، مع الجميع وليس فقط حزب الله، ولماذا لا يحاور حزب الله وهو من القوى الاساسية المقررة في البلد والتي ستحاورها الدول المؤثرة أصلاً فما بال أهل البلد المحكومين بالعيش معاً؟

عضو كتلة لللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله أشار في حديث مع "الأنباء" الالكترونية الى أن "جنبلاط أطلق حركة نوعية بإطار الحوارات مع الأفرقاء السياسيين باتجاه تغليب مصلحة لبنان على ما عداها في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وهي في الوقت عينه محاولة لمعالجة الشؤون الحياتية التي تهم المواطنين، وهي أيضاً محاولة لتخفيف التشنجات والاحتقانات السياسية القائمة بما يتعلق بالاستحقاق الدستوري المقبل بغض النظر عن مواقف القوى السياسية منها".

وأضاف عبدالله: "طبعاً هناك تعليقات ومواقف مؤيدة لهذه المبادرة، وبالمقابل هناك مقاربات سطحية. إلا أن المهم أن يتبلور وعي وطني داخلي لانقاذ البلد".

بالتزامن برز موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظيته أمس، وقد لفت الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي الى أن كلام البطريرك الراعي ركّز على الحياة السياسية المحورية حول الرئاسة على أسس واضحة وحاسمة بإطلاقه منصة جديدة هي منصة المواصفات الشديدة الوضوح للرئيس العتيد و"هذا الموقف معطوفاً على تأكيده على الحياد الناشط الذي يجعل القوى السياسية بموضع الوعي لبلورة مواقف واضحة بالنسبة للاستحقاق".

الزغبي وفي حديث مع جريدة "الانباء" الالكترونية رأى أن "أبرز المعنيين بهذه المواصفات والسقف الذي رسمته بكركي هو الزعيم الوطني وليد جنبلاط الذي تحوّل في الايام الاخيرة الى محور سياسي يستقطب الاهتمام الداخلي والخارجي بعد خطوته الأخيرة بالحوار مع حزب الله"، مضيفا "ما بين المختارة وبكركي تدور بشكل مباشر وأحيانا غير مباشر مشاورات عميقة لأن المختارة لا تخرج عن قناعتها باعتبار بكركي مرجعاً وطنياً وليس مسيحياً فقط، وهي تتعامل معه على هذا الأساس حتى ولو ظهر بعض التباين بينهما في مسألة الحياد".

وقال الزغبي إن "جنبلاط في بعده السياسي والوطني لا يمكن ان يكون مع تحويل لبنان الى هانوي، وموقفه واضح وظهر انه ضد الحرب وقد بات الخيار الوطني اللبناني محسوماً ما بين خياري الحرب والسلام. وحين نقول السلام يعني الحياد مع التأكيد على ثابتة وهي أن الراعي يسمي الحياد الناشط الايجابي وهذا يعني عدم الحياد بمسألة الحقوق الوطنية والقومية وخصوصاً القضية الفلسطينية الأمر الذي يتحسس منه جنبلاط تاريخياً".

وفي ظل هذه المراوحة فإن الثابت الأكيد أن البازار الرئاسي انطلق وبات محور المواقف والتصريحات والزيارات، وعليه فإن مسألة تشكيل الحكومة قد تجاوزها الوقت والحكومة الحالية ستكون مناطة بتصريف الاعمال في مرحلة ما بعد العهد أيضاً.