جوزيف القزّي القدوة والمثال

14 آب 2022 11:11:36

تلقيت بحزنٍ شديد خبر وفاة الرفيق جوزيف القزّي المناضل الملتزم بمبادئ الحزب التقدمي الاشتراكي وتعاليمه السمحاء ومسيرته الوطنية الرائدة على مدى عقود من الزمن.

كان الراحل الكبير رفيقًا مرشدًا وقياديًّا بارزًا ومربيًا فاضلا ونقابيًا لامعًا ومناضلاً صلبًا وإنسانًا خلوقًا بكل ما للكلمة من معنى.

عندما تفقد رفيقًا غاليًا وصديقًا عزيزًا قد لا يكرره الزمن إلاّ نادرًا، تشعر وكأنّك فقدت جزءًا من كيانك ووجودك! 

عرفنا الرفيق الراحل إنسانا متواضعًا من طينة الشرفاء والبسطاء وأصحاب القلوب المفعمة بالمحبة والطيبة والوفاء.

رافق المعلم الشهيد كمال جنبلاط وإرتوى من معين فكره، ورافق الرئيس وليد جنبلاط ووقف إلى جانبه في أصعب المراحل وأقساها. تكفي شهادة الرئيس به حين اعتبره من أميز المناضلين في صفوف الحزب.

درّس مادة الفلسفة في ثانويات الشوف والمادّة التقدميّة الاشتراكية في صفوف الحزب، وهو الذي تعاطى العمل الحزبي بزهد وتجرد قلّ نظيره.
آمن بالانسان قيمة كبرى وبالتقدمية مبدأً وبالعلم مرجعًا وبالاشتراكيّة نهجًا وبالتربية رسالةً وبالصدق قولاً وبالحقيقة هدفًا ومبتغىً.

الرفيق جوزيف القزّي من طينة نادرة من الرجال التي جُبلت على الإخلاص والتفاني في العطاء والنضال. 
كان مقدامًا شجاعًا لا يخاف الموت رغم كل ما تعرّض له في مسيرته النضالية الطويلة من تهديدٍ ووعيد.
يكفي أنّه كان إنسانا منسجما مع نفسه لا إنفصام عنده بين المبدأ والواقع بين التعليم والممارسة بين الفكر والعمل.

جوزف القزّي الذي تعدى الحواجز الطائفية والمذهبية وجد في فكر كمال جنبلاط ضالته المنشودة فعاش الروحيّة التقدميّة الاشتراكيّة في حياته النضاليّة والنقابيّة والتعليميّة والاجتماعيّة الخ...  وكان بحق تلميذًا بارًا من تلاميذ  كمال جنبلاط الميامين.

ستفتقدك المنابر والندوات والخلايا الحزبيّة، سيفتقدك الرفاق الذين تتلمذوا على يديك المبادئ التقدميّة والتعاليم الاشتراكيّة.

سوف نشتاق إليك وإلى جلساتك الأنيسة ومحاضراتك الشيّقة وآرائك السّديدة ونصائحك القيمة وتوجيهاتك الحكيمة.

وداعًا ياصاحب السّيرة الناصعة والكفَّ النظيف والروح الطيبة المعطاءة! 

وداعًا يا صاحب الرسالة التربوية الخلاّقة، والرسالة التقدميّة التحرريّة الانسانية!

وداعًا يا من عشت بمقاييس أخلاقيّة وتربوية خارج الزمن الذي نعيش، وابتعدت عن التزلّف والتصنّع فلم تعرف يومًا الانتهازيّة والوصوليّة وإستجداء المراكز والمناصب.
أيها الراحل الكبير، نحملك سلامًا إلى من سبقك من الرفاق الأحباء وهم كثر، نذكر منهم :
داوود حامد، فؤاد سلمان، عادل سيور، أنور الفطايري، انطوان الأشقر، سعيد الضاوي، توفيق بركات، طارق شهاب، نازك عابد، كامل شيا، عامر مشموشي، ضاهر ريشه، شكيب جابر، حسان ابو اسماعيل الخ...

ويبقى العزاء الكبير أنّ صحاب المبدأ يغيب بالجسد فقط، لكن يبق خالدًا بما تركه من فكر وإرث نضاليّ وسمعة طيبة.

إلى ديار الخُلد يا رفيقنا الراحل سيبقى كفاحك نبراسًا لكل من عرفك وأحبك.

لقد تركت بصمة في حياة تلاميذك ورفاق دربك في الحزب لا تُمحى.
رحمات الله عليك... فلترقد روحك بسلام.