Advertise here

تجارب الشعوب والحروب تحكم براغماتية وليد جنبلاط

10 آب 2022 12:15:58 - آخر تحديث: 10 آب 2022 12:47:50

عندما نفكر بالعنف وسيلة لتحقيق الأهداف السياسية، علينا أن نفكر أولاً بكلفة النضال بالسلاح من أجل تحقيق هدف معين: هل نسبّب موت ناس، ويسقط شهداء نفاخر بعددهم؟ هذا ما حصل في المقاومة بالرغم من أحقية القتال ضد كل احتلال إمّا باسم الدولة أو باسم منظمات، وهذا ما يحدّده الظرف التاريخي الذي يحصل فيه الاحتلال. وهناك حالات متعدّدة في العالم، وبالنهاية تكون لمصلحة الوطن وبناء الدولة بعيداً عن تبرير بقاء السلاح لوظيفة أخرى. 
 
في ضوء كل الثورات التي عرفناها في التاريخ، النضال السلمي كان أفضل بكثير.

لنأخذ الثورة الفيّتنامية والصينية التي أدت إلى سقوط 38 مليون شخص، وأيضاً الملايين الذين سقطوا في روسيا إبان حكم ستالين. الصينيون عادوا بعد موت ماو تسي تونغ إلى استدعاء الرأسمال ليبنوا الصين تحت قيادة الحزب الشيوعي. والحزب الشيوعي الفيّتنامي استدعى الرأسمال الأميركي لبناء دولة فيّتنام الجديدة. 

في كل صراع بمستوياته المختلفة،
هل من الضرورة دفع الكلفة الهائلة، أم  تأخير الوصول إلى أهدافنا قليلاً لحصولنا على ما نريده سلماً؟

مقتل الثورة السورية كان بسبب استدراج النظام الثوار  للسلاح، ووصلت الأمور إلى ما وصلت اليه.

أعتقد بأنّ مواقف وليد جنبلاط البراغماتية، توافقتَ معه أو اختلفت، قائمة على هذه التجارب، لا سيّما في الحروب اللبنانية التي أدت إلى إحراق البلاد والتي تلتها حتمية التسويات. لا أحد من يناضل من أجل تحقيق الأهداف المحروقة، ويعود ليستجدي من أجل بنائها.

إذاً، التراكم السلمي في النضال، بعناوينه السياسية الوطنية السيادية، ربما يؤمّن تحقيقها الأهداف من خلال تكوين شروطها، ولو بفترة زمنية هادئة. 

ما هو الأفضل، تمرير الاستحقاق الرئاسي بتوافق المكوّنات المختلفة، أم نسفه؟ وماذا نفعل في الفراغ، بغياب الفعالية العربية والدولية، والرافعة الداخلية الشعبيّة والرسمية المفقودة؟

*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية