Advertise here

المدينة التي تموت ببطء..

05 آب 2022 08:04:41 - آخر تحديث: 05 آب 2022 08:11:30

اختفى القرميد الاحمر الذي كان يزين معظم الابنية في القرى والبلدات اللبنانية وحلت مكانه الخيم الحديدية الحاملة للالواح الشمسية السوداء التي زودت المواطنين بالكهرباء، ردا على جشع اصحاب المولدات الذي فاق كل حدود بعد غياب حلول وزارة الطاقة والحكومة في استجرار الكهرباء.

رغم ذلك يعجز الكثيرون عن استبدال الاشتراك بالواح الطاقة الشمسية، خصوصا في المدن والابنية المرتفعة والتي تتألف من عشر طبقات وفي كل طبقة شقتان واحيانا اكثر، بحيث ان مساحة سطح البناء لا توفر لكل السكان هذه المساحة الامر الذي ادى في بعض الاحيان الى اشكالات بين جيران المبنى، فارتأى البعض عدم السماح للسكان بتركيب الطاقة الشمسية الا برضى وموافقة كل جيرانه تفاديا لاي اشكال، مما ادى الى استمرار اصحاب الاشتراكات خصوصا في مدينة طرابلس بالهيمنة والطمع لاسباب عديدة.

اولا لعدم ايجاد المساحات التي تغطي حاجة كل بيت. وثانيا، ارتفاع اسعار تركيب الطاقة الشمسية، حيث تتفاوت الاسعار بدءا من اربعة الاف دولار وتصل الى ثمانية الاف دولار احيانا، ما يعني ان المطلوب دفع اكثر من مائة مليون ليرة وهذا المبلغ يعجز فقراء المدينة عن تأمينه بعدما سدت ابواب القروض المصرفية في وجههم والتي بينت انها غير مخصصة للفقراء بسبب الشروط التعجيزية والتي تشترط ان يكون راتب الموظف ستة ملايين ليرة.

 

وبدا لافتا في شوارع طرابلس ازدهار بيع الطاقة الشمسية بشكل غير منظم حتى ان البعض استباح الارصفة لعرض بضاعته، مترافقة مع اصوات المولدات الخاصة التي تصدح اصواتها في الاسواق والشوارع، الامر الذي بدا فيه ان مدينة طرابلس باتت تشبه حفلة ضجيج بلا نهاية.

حتى الساعة وبسبب تقاعس الدولة عن توفير الكهرباء بات الجميع يسعون الى حل مشكلاتهم عبر تحسين مداخيلهم او الاستعانة بقروض او السعي الى ايجاد فرصة عمل في الخارج.

وبسبب انتشار المولدات الخاصة بين الابنية بشكل غير مسبوق تشهد مدينة طرابلس ارتفاعا للحرارة مترافقة مع انتشار روائح المازوت والبنزين، ويحاول بعض المواطنين اقفال ابواب وشرفات المنازل تفاديا لانبعاث الروائح في ظل شهر اب اللاهب.

وعلق احد المصادر المتابعة ان سكان طرابلس يعيشون في بركان يغلي من الداخل والخارج ويمكن في اي لحظة ان ينفجر وسط صمت نواب المدينة الذين فشلوا في اول محاولة في وضع حد لاصحاب المولدات الذين رفضوا تلبية نداءهم بتخفيض اسعار الفواتير وتحدوا الدولة والسلطات كافة.