Advertise here

التجربة أثبتت فشل "الرئيس القوي"... ما هو المطلوب؟

02 آب 2022 17:04:41

كل الملفات باتت ثانوية، ولا شيء يتقدم على ملف الاستحقاق الرئاسي، لا سيما مع افتتاح بورصة الاسماء المرشحة الى دخول قصر بعبدا!

الاسماء كثيرة، والطامحون كثر اكانوا اعلنوا عن تلك الرغبة ام لا... ولكن وسط هذه "الزحمة" لم يطرح احد مَن هو المؤهل لادارة الدولة في هذه المرحلة المفصلية، وضع حدّ للانيهار، رسم خريطة البناء وتشييد البنيان من جديد على اعتبار ان ما هو متبقٍ من الدولة اللبنانية هو بعض الانقاض، حيث الاهتراء وصل الى الاساسات.

في المفهوم البسيط، من لديه القدرة على ادارة مدرسة والنجاح في مهمته، قد لا يكون قادرا على ادارة شركة تجارية، فلكل مؤسسة منهجية وادارة مختلفة عن الاخرى، وبالتالي من نجح في بناء زعامة شعبية واسعة، قد لا يكون هو نفسه المخول لقيادة الدولة، لا سيما في ظل الظروف الراهنة.

من هنا فان السؤال الاساسي الذي يطرح نفسه، هل سيكون الانتخاب بعد اسابيع معدودة بناء على السيرة الذاتية والبرنامج والقدرات، ام فقط بناء على من لديه قاعدة شعبية ودعم هذا الحزب او ذاك؟

منذ ثلاثة اسابيع كان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قد حدد مواصفات الرئيس العتيد حين قال: لانتخاب رئيس متمرس سياسيا وصاحب خبرة، محترم وشجاع ومتجرد، رجل دولة حيادي في نزاهته وملتزم في وطنيته. ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، ولا يشكل تحديا لأحد، ويكون قادرا على ممارسة دور المرجعية الوطنية والدستورية والأخلاقية، وعلى جمع المتنازعين والشروع في وضع البلاد على طريق الإنقاذ الحقيقي والتغيير الإيجابي.

وعلى مسافة شهر من بدء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس، الخيارات كلها مفتوحة، ولم تنحسر بعد المنافسة بين مرشحين او ثلاثة.

ويشدد مرجع سياسي كبير، عبر وكالة "أخبار اليوم" على اننا في ظل الظرف الراهن لا نحتاج الى رئيس يمثل فئة اذ انه سيتحول الى متراس فور انتخابه وان كان نظريا لكل اللبنانيين، معتبرا في الوقت عينه ان الكلام عن الرئيس القوي دحضه البطريرك الراعي حين حدد المواصفات، ويمكن القول ان الرئيس القوي هو القادر على ادارة البلد مع كل الاطراف من دون ان يخلق خلافات.

ويتابع: في العام 2016 سار الجميع بنظرية الرئيس القوي، ولكن التجربة وما رتبته من نتائج اثبتا فشل تلك النظرية.

ويختم: لذا لا بد من اخذ عبر من الماضي، الراحلان بشارة الخوري ورياض الصلح لم يكونا قويين في مواقفهما بل بلبنانيتهما وهدفهما الموحد انتزاع الدولة من الانتداب ونيل الاستقلال....