Advertise here

الاستعداد للحرب والضغط لانجاز تسوية تنقذ الجميع

01 آب 2022 07:10:00 - آخر تحديث: 01 آب 2022 08:26:08

تبلغ الحرب الأمنية والنفسية مستواها الأعلى. يخوضها "حزب الله" بكل أبعادها. منذ أيام، كان الحزب يدرس كيفية استكمال الضغط على المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين قبيل زيارته إلى لبنان. فالحزب على يقين من أن زيارة هوكشتاين السابقة جاءت نتيجة لتهديدات أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله. فبدأ سياسة الخطوة بخطوة. أطلق المسيّرات الثلاثة لتحسين موقعه التفاوضي، وفرض شروطه. إثر ذلك، بدأ الكلام يتضارب حول بروز أجواء إيجابية وتحقيق تقدّم في المفاوضات. تعارضت التسريبات الإسرائيلية، بين الإيجابية والسلبية؛ انقسمت الآراء، بين من يؤيد الذهاب إلى حلّ سريع، وبين من يرفض التنازل لأنه سيمنح انتصاراً لـ"حزب الله"، وهذا سيفتح شهية حركة "حماس" وحركة "فتح" وغيرهما في الداخل الفلسطيني.

جهوزية للحرب الفعلية والنفسية
في الفيديو الذي نشره "حزب الله"، تظهر إحداثيات دقيقة. من الناحية المنطقية فإن الحزب يعلن جهوزيته لإستهداف المواقع المحددة في حال عدم الوصول لإتفاق يرضي لبنان. ومنطقي أيضاً، وضع هذا الفيديو في خانة الحرب النفسية والدافع لتحسين شروط التفاوض ولإظهار جدية في الإستعداد للمواجهة. كما أنه يفرض مقاربة جدية لتجديد التفاوض. فالجميع وصل إلى مرحلة حرجة، لا أحد بإمكانه التراجع، إما الإقدام في التفاوض، وإما الدخول في المحظور، أي الذهاب إلى المعارك الأمنية، أو المواجهة بضربة مقابل ضربة أو الإنفجار وصولاً إلى الحرب.

تسوية تنقذ الجميع
والحرب هنا واقعة عاجلاً أم آجلاً بحسب ما يعتقد كثيرون. لأن كل مقدماتها قد أصبحت واقعة وقائمة. ما يدفع إلى تجنّبها فقط هو تسوية سريعة. ولأن الجميع في مأزق، فيما البحث يتركز على تجنّب التصعيد، يجد اللبنانيون المخرج الوحيد هو بالعودة إلى مفاوضات الناقورة. وهو الشرط الأساسي الذي كان يركز عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ بداية آموس هوكشتاين بمساعيه، ففي كل اللقاءات التي عقدها هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين كان بري يشدد على التمسك بإتفاق الإطار وبالعودة إلى الناقورة من خلال المفاوضات غير المباشرة وبرعاية الأمم المتحدة، ليكون ذلك المخرج الوحيد من التصعيد.

في السابق كان الأميركيون والإسرائيليون يرفضون العودة إلى مفاوضات الناقورة، ويصرون على ما يعرف بالمفاوضات المكوكية التي يقوم بها المبعوث الأميركي بين اللبنانيين والإسرائيليين. حالياً قد يكون المخرج الوحيد لتجنّب التصعيد هو العودة إلى الناقورة، وإعادة تفعيل المفاوضات، وهذا ما سيطرحه المسؤولون اللبنانيون على المبعوث الأميركي. في المقابل، سيتضمن هذا الموقف تحذيراً لبنانياً بأن المفاوضات لا يمكنها أن تكون مفتوحة المدى، كي لا يستغلها الإسرائيليون لتغطية استمرارهم في استخراج النفط والغاز فيما لبنان يبقى معلّقاً كل اعماله بانتظار الوصول إلى تسوية.

الاقتراحات المرفوضة
لا يمتلك المسؤولون اللبنانيون أي جواب واضح حول ما يحمله هوكشتاين، والذي قد لا يحمل اقتراحاً واحداً فقط، إنما قد يستعرض جملة مقترحات، من بينها ما سرّبه الإعلام الإسرائيلي عن مقترح جديد يتعلق بمنح لبنان الخط 23 مع حقل قانا مقابل الحصول على مساحة من البلوك رقم 8 وهو أمر سيرفضه لبنان بشكل قطعي. فيما المقترح الثاني هو إعادة الإسرائيليين للعبة المطالبة بمبالغ مالية أو بمشاركة الأرباح التي ستكون ناجمة عن استخراج النفط من حقل قانا، وهو امر سيرفضه اللبنانيون أيضاً، بالإضافة إلى رفض مبدأ التنقيب المشترك او الدخول في أي محاولة تحتمل شبهة التطبيع. إنها أيام فاصلة لا بد فيها من الوصول إلى صيغة حلّ أو صيغة يتجنّب فيها الطرفان الذهاب إلى التصعيد.