Advertise here

حربٌ من أجل الرئاسة

28 تموز 2022 07:17:19

تصرّ الأوساط الاسرائيلية شبه الرسمية على القول إن اتفاقاً لبنانياً إسرائيلياً بشأن المياه البحرية هو في طريقه الى الظهور خلال الأسابيع القليلة المقبلة. يوم الجمعة الماضي نشرت الصحيفة الاسرائيلية «هاآرتس» تقريراً بهذا المعنى، وأمس أشارت هيئة البث الاسرائيلية «كان 11» الى تفاؤل اسرائيلي بشأن التقدم في مفاوضات الترسيم.

التفاؤل هذا رافقه تحذير للحكومة اللبنانية ولـ»حزب الله» نقله الأميركيون والفرنسيون في أعقاب تصريحات امين عام «حزب الله» بقصف كل منصات التنقيب الاسرائيلية في البر والبحر…

«يديعوت أحرونوت» نقلت ان اسرائيل معنية بإتمام المفاوضات قبل ايلول وهذا ما شدد عليه قادتها في اللقاء مع المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين في 13 تموز. 

وحسب ما بات معلوماً سيصل هوكشتاين الى لبنان هذا الاسبوع حاملاً اجوبة اسرائيلية وعرضاً بتسوية تأخذ بالاعتبار الموقف الاسرائيلي والمطالب الرسمية اللبنانية. الا ان المبعوث الذي يحتل مركزاً مرموقاً في ادارة بايدن، ظهر خصوصاً خلال جلوسه وراء الرئيس الاميركي في قمة جدة، يحمل أيضاً استياء من «الفوضى» اللبنانية في التعاطي مع ملف التفاوض. هو كان مرتاحاً في المرحلة السابقة لموافقة «حزب الله» على الخطوات المتحققة، لكن تخطي الحزب لعمل الدولة وتهديده بحرب مفتوحة يفرضان وسطاء من نوع آخر من المتخصصين بالحروب وأعمال وقف النار وتثبيت الهدنة. ستكون تصريحات نصرالله حاضرة في جولة التفاوض الجديدة، وعلى الارجح سيسمع المبعوث هوكشتاين ترجمة أخرى لها، لا علاقة لها بالحرب وتحرير الغاز اللبناني والفلسطيني.

بعض جوانب هذه الترجمة يقوم اساساً على اعلان توطيد موقع الحزب الحاسم في التركيبة الداخلية عشية اقتراب الحسم في انتخابات الرئاسة اللبنانية. وتصريحات نصرالله التي تخطت تصريحات سابقة حول «الوقوف خلف الدولة في المفاوضات» سيكون لها أثرها في حالتي الاتفاق أو عدم الاتفاق. فاذا حصل اتفاق سيقول الحزب لجمهوره وللداخل اللبناني: ها إني استعدت لكم حقوقكم، واذا لم يحصل سيخبرهم انه أجبر اسرائيل على التراجع. سيكون الخطاب المقاوم هو الطاغي في ايلول شهر استدعاء المجلس النيابي لتعيين الرئيس الجديد الذي يفترض ان يتولى مهامه في نهاية تشرين الأول، وحول هذا الخطاب سيجري تصنيف المرشحين والناخبين والمجتمع، بحيث لا تبقى مساحة للحديث عن هموم أخرى تتراوح بين استعادة دولة المؤسسات وبين اقرار خطط الخروج من الأزمة وتخفيف الازدحام أمام الأفران، أو جعل جريمة تفجير المرفأ عنواناً لقضاء نزيه مستقل وفاعل.

التهديد بالحرب لا يمكن فهمه راهناً خارج سياق الامساك بخيوط الرئاسة، واذا كان ذلك لا يكفي فهناك ارانب أخرى يجري سحبها تباعاً، كي يتم وضع الاطار النهائي لشكل كرسي الرئاسة والجالس عليها والمهام التي ستوكل اليه.