Advertise here

ناجي العلي أربك الاحتلال بريشة وكاريكاتور... وبقي "حنظلة" عنوان التحدي

26 تموز 2022 17:13:08 - آخر تحديث: 26 تموز 2022 17:23:45

يحمل كتاب التاريخ الفلسطيني الكثير من الأسماء التي باتت تشكل تراث المقدسي، وكل منها قاوم الإحتلال الإسرائيلي علي طريقته، فطبع مسيرته بأعمال وأحداث مشرّفة ستذكرها الأجيال.

ولا شك أن ناجي العلي أحد هذه الهامات التي لمعت في التاريخ الفلسطيني، واستطاعت إرباك الكيان الإسرائيلي بريشة وورقة، من خلال رسومات الكاريكاتور التي رسمها. 

ويرتبط اسم ناجي العلي باسم "حنظلة"، وهي الشخصية الكاريكاتورية الشهيرة التي تقف وتعقد يديها خلف ظهرها، والتي أوصل من خلالها العلي رسائل عديدة للسلطات الإسرائيلية وكانت بمثابة جرعات ثورة للشعب الفلسطيني.

ولد ناجي العلي في العام 1937 في فلسطين ونشأ في لبنان، وبدأ رحلته مع الرسم داخل زنزانة المعتقل، فانتقد الاحتلال والقمع والاستبداد، وكانت رسومه سبب شهرته وكانت وراء موته.

في سنة النكبة 1948، نزح العلي مع أسرته إلى جنوب لبنان، وعاش في مخيم عين الحلوة.

تلقى تعليمه الابتدائي بمدارس لبنان، وانقطع عن التعليم النظامي بسبب الصعوبات التي واجهته، فانضم إلى مدرسة مهنية في طرابلس شمال لبنان لدراسة ميكانيكا السيارات، ثم التحق بالأكاديمية اللبنانية عام 1960 ودرس الرسم فيها لمدة عام.

عمل ناجي العلي في الصحافة ورسم الكاريوكاتور، وتنقل بين لبنان والكويت ولندن في إطار عمله. 

رسم الكاريكاتور بمجلة الطليعة الكويتية، ثم انتقل إلى جريدة السياسة الكويتية وظل يرسم فيها حتى التحاقه بجريدة السفير اللبنانية.

وفي سنة 1979 انتخب رئيسا لرابطة الكاريكاتير العربي، ثم عاد إلى الكويت للعمل في جريدة القبس، وظل بها مدة عامين قبل أن يُرَحَّلَ وينتقل إلى بريطانيا عام 1985 ويعمل في جريدة القبس الدولية.

بدأ الرسم داخل زنزانة خلال اعتقاله من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وتابع في تنمية موهبته خينما اعتُقل لبنان.

نقل تجربته على جدران الزنزانة إلى جدران مخيم الحلوة، فشاهد الصحفي غسان كنفاني خلال زيارة للمخيم بعض رسومه، ونشر أحدها في العدد 88 من مجلة "الحرية" في 25 أيلول 1961 لتبدأ رحلة غسان ورفيق دربه "حنظلة" على صفحات الجرائد.

رسم قرابة أربعين ألف كاريكاتور خلال مسيرته الفنية.

وتوفي ناجي العلي في لندن متأثرا برصاصة أطلقت عليه في 22 تموز 1987، في عملية اغتيال لم تتحدد بشكل قاطع الجهة التي قامت بها، ودفن في لندن، خلافا لرغبته بالدفن في مخيم عين الحلوة حيث قبر والده.

وفي الختام، بقي حنظلة عنوان التحدي ورمزاً من رموز المقاومة الفلسطينية.