الترسيم بات جزءاً من المواجهة في المنطقة.. ولبنان بين الجوع والعتمة

24 تموز 2022 09:19:56

يصارع لبنان أزماته المعيشية على كل المستويات يتقدمها شح في القمح والطحين الى تهديد بالعتمة الشاملة أواخر الشهر المقبل اذا لم يجدد الاتفاق العراقي او يتم تأمين بديل عنه من مصر أو الأردن.

سياسيا، يكاد ملف تشكيل الحكومة أن يصبح في خبر كان على ضوء الشروط المتبادلة والمستعصية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، ليتقدم الملف الرئاسي مع بروز مرشحين "طبيعيين"، بالتوازي مع ملف الترسيم والتنقيب عن النفط.

في الغضون، تتمثل الانفراجة الوحيدة لكسر هذا الجمود هي عودة مرتقبة للوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود، والمتوقعة مطلع الشهر المقبل، حاملاً في جعبته الرد الصهيوني على مقترح لبنان في ظل معادلة "حزب الله" الاخيرة "لا تنقيب عن النفط في الكيان الصهيوني اذا لم يستخرج لبنان نفطه".

وفي الإطار، كشفت مصادر مطلعة أن ملف الترسيم لم يعد بين لبنان والكيان الصهيوني، بل بات جزءاً من المواجهة في المنطقة.

هذا، فيما لا تزال قضية توقيف النائب البطريركي على حيفا والأراضي المقدسة المطران موسى الحاج تتفاعل رغم مساعي الحلحلة بين رئاسة الجمهورية والبطريركية المارونية. وتستمر المواقف المندّدة بما تعرض له المطران الحاج، ومن خلاله البطريركية التي ستكون اليوم (الاحد) على موعد مع حشد شعبي تلبية لدعوة إلى تظاهرة بعنوان "لبنان نحو الديمان"، رفضاً لاستهداف بكركي وتأييدا لمواقفها.

وفيما كشفت مصادر لـ"القبس" ان كلمة البطريرك بشارة الراعي ستكون الكلمة الفصل في هذ الملف، خرج الراعي عن صمته في قضية المطران الحاج، منتقدا توجيه تهم العمالة والخيانة، ومؤكداً أنّ "ما قام به المطران الحاج هو عمل إنسانيّ"، مشيراً إلى أن "هناك لبنانيّون موجودون في الأراضي المقدسة ولهم دور وحضور ورسالة بمعزل عن السياسة الصهيونية واليهودية".

وقال الراعي "قالوا إننا عملاء لكننا لن نتخلى عن قلبنا ونرفض القلب الحجر"، لافتاً الى أننا "لن نتخلى عن المساعدات ومستمرون في موقفنا، وتلقينا اتصالاً من الرئيس عون منذ اليوم الأول".

 

باسيل يهاجم ميقاتي

وسط هذه الاستحقاقات لفت كلام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي شن حملة على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، مسجلاً عليه عدم قيامه اصلاً بمحاولات لتشكيل حكومة جديدة، لأنه "لا يريد تحمل وزر بعض القضايا كحاكمية مصرف لبنان والتحقيق في تفجير مرفأ بيروت وموضوع النازحين السوريين".

وعن ملف الترسيم طمأن باسيل الى ان هناك حلا لا حربا. "وهناك ضمانات لاستخراج النفط وسنقوم بمعادلة جديدة في البحر من دون دم، ولكن بالخط التفاوضي والمسيّرات".

وفي موضوع رئاسة الجمهورية لم يجزم باسيل بمسألة ترشحه، مشيرا الى انه يستطيع ان يكون رئيساً حسب الظرف.

ورداً على سؤال حول امكانية تأييده ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، قال باسيل: لا أرى مبرراً لتأييد فرنجية بسبب اختلافاتنا بالملفات الداخلية، ويمكن أن نتفق على شخصية مع تيار المردة او القوات اللبنانية.

 

20 مليار دولار

وفي اطار المساعدات الدولية للبنان، كشف رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم عن وعد بزيادة المساعدات للبنان لتصل الى 20 مليار دولار شرط توقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي "لأن كل الدراسات أظهرت أن لبنان بحاجة لإعادة نهوضه الى 20 مليار دولار" وأهمية الـ3 مليارات التي وعد بها البنك الدولي في الاتفاق الاولي مع الحكومة اللبنانية انها تحفز "مجيء" الـ17 مليار الاخرى "وهذه معلومة مؤكدة"، حسب كرم.

من جانبه، أشار وزير الاقتصاد امين سلام الى ان "قرض الـ150 مليون دولار من البنك الدولي لشراء القمح عمره من 6 الى 9 أشهر، وهدفه الاساسي هو استمرار تدفق القمح الى لبنان، لافتا الى انه قرض ميسّر على 18 سنة، وستدفعه الدولة اللبنانية. وأعلن سلام "ان العمل يتم حالياً على قرض جديد لإعطاء البطاقة التمويلية التي ستغطي 500 الف عائلة لبنانية وسيصبح الدعم مباشرة لمن يحتاج لشراء الخبز".