مافيا المولدات تتحكّم بالطرابلسيين.. فمتى الفرج؟

24 تموز 2022 08:45:36

بأقل من 24 ساعة ازيل الشمع الأحمر عن أحد مولدات الاشتراك في منطقة القبة بطرابلس، بعد قرار قضائي بالإقفال لمخالفته تسعير محافظة الشمال والبلديات.

وهذه الخطوة كانت الأولى لمدينة طرابلس بعد اصوات شعبية عديدة منددة بالفاتورة الأغلى في لبنان لإشتراك المولدات، بل والاستيفاء يتم بالدولار الفريش حيث بلغ سعر الكيلو واط 38 الفاً وسعر الثلاثة امبير 150 دولاراً في الشهر الواحد.

فواتير المولدات في طرابلس تصدر مزاجياً وتختلف من منطقة الى أخرى، وبارقام تصاعدية ومواطنون أمام خيارين اما الخضوع لمافيا المولدات والاخطبوط الذي يستغل الظروف ويسعر حسب المزاج وحسب شهوته للمال واما الغاء الإشتراك واختيار العتمة. في ظل طقس شديد الحرارة.

وهذا الاخطبوط في طرابلس وبعض مناطق الشمال يتحرك لاعتقاد ان البلاد دخلت في الفوضى وان لا رقيب او حسيب وقد بدا ان معظم هؤلاء يتمتعون بحمايات سياسية ونيابية. ويدل على ذلك احد ابناء منطقة القبة حين يقول ان احد اصحاب المولدات رفض الانصياع الى تسعيرة الوزارة فاوقف دوران مولداته وغاب عن السمع وعاشت القبة ليلة الجمعة في عتمة شاملة وطيلة مساء امس مما دفع بالقضاء الى قرار ختم المولدات بالشمع الاحمر واستدعاء صاحب المولد للتحقيق فراجع صاحب المولد مرجعيته السياسية التي سارعت الى ايفاد مندوبين لانتزاع الشمع الاحمر دون العودة الى القضاء والمرجعية الامنية المعنية بذلك في نسف فاضح للاصول القانونية وادارة المولدات من جديد في تحد واضح لهيبة الدولة في حين كان يفترض لهذه المرجعية ان تأخذ على عاتقها معالجة اخطبوط المافيا في طرابلس والزام جميع اصحاب المولدات بالتسعيرة الرسمية على غرار ما حصل في صيدا.

ويقول مواطنون ان ما حصل في القبة هو سقوط لاقنعة بعض المرجعيات التي تتحدث عن الدولة والمؤسسات شعارات واقوال وعند الافعال يضرب بهذه المؤسسات حماية لمافيا تسعى الى ثراء سريع وفاحش.

واللافت ان نواباً طرابلسيين زاروا وزير الداخلية كل على حدة، حاملين ملف المولدات وطالبوه بحسم هذه القضية وفق المصلحة العامة والحد من جشع اصحاب المولدات وتفردهم بالفواتير وفق مزاج كل صاحب مولد. وكان من المفروض ان يشكل هؤلاء النواب كتلة واحدة تتبنى هذا الملف الحساس الذي يطال كل شرائح المجتمع والعائلات الطرابلسية في ظل ظروف اقتصادية غير مسبوقة واوضاع معيشية خانقة.

واعتبرت الاوساط ان هؤلاء النواب قد سقطوا في الإمتحان الأول في هذا الملف الحيوي وبقيت طرابلس رهينة مافيا المولدات بدل ان تكون المدينة السباقة الى اعتماد خطة محلية تؤمن الكهرباء للجميع تتناسب مع اوضاع العائلات الفقيرة والمحتاجة والتي تعاني من انهيار الليرة اللبنانية.

وقد خرجت اصوات عديدة في طرابلس تدعو قيادات المدينة الى الاقتداء ما حصل في صيدا كنموذج اثبت التزامه لقضايا الناس بهمومهم وشجونهم.