الأزمات تتوالد ومرشّحة للأسوأ.. لبنان بانتظار "ضربة حظ"

24 تموز 2022 06:20:39

فوق كل الأزمات والقهر والمعاناة كان فرح اللبنانيين أقوى ليل أمس بتأهّل منتخبهم الى نهائي كأس آسيا في كرة السلة، متجاوزاً كل العقبات نحو النصر الذي يريده اللبنانيون ليس فقط في الرياضة بل في مجالات حياتهم الاجتماعية والسياسية والمعيشية والاقتصادية.

بالتوازي بات جلياً ان لبنان الغارق بأزماته متروك لقدره من الآن حتى انتهاء ولاية العهد في الحادي والثلاثين من تشرين الأول. ومن اليوم الى ذلك التاريخ لا يعرف اللبنانيون كيف يمرّرون تلك الفترة وكيف ستكون عليه أسعار المحروقات والسلع الأساسية وأسعار المواد الغذائية مع جنوح الدولار صعوداً الى ما يتخطى 30 ألف ليرة.

كل ذلك وسط الحديث عن "كربجة" في معظم الملفات بدءاً من تشكيل الحكومة حيث يبدو أن الحديث عنها أصبح من المحرّمات، وصولاً الى انتخاب رئيس جمهورية جديد، وهو أيضاً غير واضح المعالم ما لم تتوفر النوايا الحسنة والصادقة لدى القوى السياسية للاتفاق على مخرج لهذه الأزمة انطلاقاً من تمرير الاستحقاق الرئاسي والشروع في عملية الإصلاحات لانتشال البلد من أزماته التي لا عد لها ولا حصر.

الى ذلك لا تزال أزمة رغيف الخبز تشغل الناس في ظل تخبط وقصور رسمي عن ايجاد الحلول، وقد بشّر وزير الاقتصاد أمين سلام بخطة رفع الدعم التدريجي عن مادتي الطحين والقمح مقدّراً بأن ثمن ربطة الخبز قد توازي دولاراً واحداً أي بحدود ثلاثين الف ليرة لبنانية، عازياً أزمة الطوابير أمام الأفران الى النازحين السوريين، منتقداً سياسة الدعم القديمة التي كانت تتم بطريقة عشوائية وغير سليمة.

مصادر سياسية استغربت في اتصال مع "الانباء" الالكترونية لجوء وزير الاقتصاد الى هذا الأسلوب في حديثه عن النازحين السوريين، معتبرة أنه لا تطابق بين كلام وزير الاقتصاد وما أعلنه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي زار العراق مؤخرا معلناً عن تقديم العراق مليون طن من الفيول لزوم الكهرباء وزيادة الكمية الى مليوني طن مع وعد بتقديم القمح بدل الطحين لأن العراق لا يملك مخزوناً من هذه المادة.

في هذا السياق، كشف الخبير الاقتصادي أنطوان فرح في حديث مع "الانباء" الالكترونية ان مسلسل الأزمات في لبنان سوف يستمر طالما وضع الدولة اللبنانية سيبقى على ما نحن عليه من التأزم، مضيفاً: "طبعاً نحن دولة مفلسة لا امكانات لديها ولا تزال تتصرف بما تبقى من أموال المودعين، وبالتالي كل الاجراءات التي نستمع اليها اليوم والتي سيتم اتخاذها لا يعدو كونها اجراءات ترقيعية لا ترتقي الى الحل الشامل، وبالتالي ينبغي ان نستعد لمواجهة الأزمات المتنقلة كأزمة الطحين وأزمة والبنزين وأزمة الكهرباء والدواء والمياه والتي سوف تستمر وتتفاقم أكثر مع الوقت".

وقال فرح: "الكارثة الكبيرة اذا وصلنا الى مرحلة الاستحقاق الرئاسي ووصلنا الى مرحلة فراغ أي مرحلة انتظار طويل لا اتفاق مع صندوق النقد ولا دعم من الدول المانحة، عندها سنكون أمام مشهد كبير أسوأ من المشهد الحالي".

وهنا يُطرح السؤال عن مصير مفاوضات ترسيم الحدود، خاصة وأن استخراج النفط قد يشكّل مدخلاً مهماً للخروج من الأزمة. وقد أشار فرح الى أن هذا الموضوع لا يزال غامضاً حتى الآن رغم المعلومات التي تتحدث تارة عن تفاؤل وطوراً عن تشاؤم في هذا المسار، لكن بصيص النور والأمل الموجود أن الدول الاوروبية والعالم قد يكون محتاج اليوم الى تركيز الجهود واستخراج الغاز من حوض البحر المتوسط علّ هذه اللحظة تكون بمثابة ضربة حظ لكي يتم ترسيم الحدود بضغط دولي بحيث ان هذا الترسيم قد يسهل استخراج الغاز الذي تحتاجه اوروبا بسبب الحرب في اوكرانيا ولكن حتى لو استخرجنا الغاز اذا لم نمضِ بطريق الاصلاحات ولم نوقّع مع صندوق النقد ونغيّر في المشهد السياسي وإعادة لبنان إلى الحاضنة العربية وإلى المجتمع الدولي عبثاً نحاول ان نصلح الاقتصاد أو أن نخرج من الأزمة لانها سوف تستمر سواء إذا استخرجنا الغاز أو لم نستخرجه.