Advertise here

خطرٌ متنقّلٌ على طرقاتنا... وهذا هو السّبب!

22 تموز 2022 07:15:00 - آخر تحديث: 22 تموز 2022 07:38:05

مشهدٌ غريب وغير طبيعي يلفت الأنظار في الشوارع وعلى الأوتوسترادات، وبات مُعمّماً لا يقتصر على طرقات معيّنة.

أمّا الخطر الحقيقي المتنقّل على طرقاتنا فيتمثّل بقلّة التركيز المستفحلة أخيراً. وإذا تمعّنّا قليلاً، نرى مَن يقود سيارته بشكلٍ "أعوج" ويذهب يميناً ويساراً من دون سبب، ويعترينا الخوف عند كلّ مفترق طرق حيث "تقفز" السيارات من جهة إلى الجهة المقابلة من دون الأخذ بالاعتبار حركة السير الناشطة.
وعن الدراجات الآليّة؟ حدِّث ولا حرج! تظنّ نفسك في "غابة" خالية من القوانين والنّظام.
الشاحنات أيضاً "قصّة تانية"، لا مفرّ من القلق الذي تُسبّبه بسبب قيادتها عشوائيًّا وبسرعة خياليّة وكأنّها تسير وحدها على الطّريق.

من جهتها، ترى الإختصاصيّة في علم النّفس والمعالجة النفسيّة شارلوت الخليل أنّه "عندما يزداد التفكير في شيءٍ يُشكّل مصدر إزعاجٍ، ينتج عن ذلك تشتّتٌ في الانتباه وصعوبة في التركيز، فيُصبح الشخص شارداً وتتأثّر إنتاجيّته في العمل وتزداد فترات إنجاز المهام المختلفة كما قد ينعكس الأمر سلباً على علاقاته الاجتماعيّة". وتُضيف: "قيادة السيارة عملية تؤدّي إلى الإجهاد وتأخذ من طاقة الفرد، وإذا كان متعباً فإنّ ذلك يولّد ردات فعلٍ مختلفة إن كان بطريقة القيادة أو بالسلوكيّات التي نراها على الطرقات من عشوائية وانفعالية".

وتُتابع الخليل: "الوضع الذي نعيشه لا يوفّر أحداً وهو ينعكس على كافة تفاصيل حياتنا اليوميّة، ومنها قيادة السيارة، التي تتطلّب تركيزاً ودقّة عالية. فالضّغط النفسي على المدى الطويل وتراكم الأزمات يؤثّر على الحالة النفسيّة كما على الملكات العقليّة مثل التركيز والذاكرة والانتباه، وقد تكون زيادة القيادة العشوائيّة، والانفعاليّة التي نشهدها على الطرقات مرتبطة بما يمرّ به اللبنانيون".

"الأزمة باتت تطال كلّ شرائح المجتمع ولو بنسبٍ متفاوتة، وهذا ما ينعكس خطراً مباشراً على كلّ سائق.. فعدم التركيز يضعنا نحن والآخرين بخطر"، تختم الخليل، لافتةً إلى ضرورة التوجّه لنوعٍ من الحياة الصحية أي ممارسة الرياضة والحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة.