Advertise here

الجامعة اللبنانيّة في خطر.. من يُنقذ جامعة الفقراء؟

21 تموز 2022 08:51:11 - آخر تحديث: 21 تموز 2022 08:52:09

تعيش الجامعة اللبنانية أسوأ مراحلها التاريخية على الإطلاق لأسباب عديدة، أبرزها قلّة المسؤولية في التعاطي من قبل الدولة مع هذه الجامعة، التي شكلت المتنفس العلمي للفقراء والكادحين، والتي خرّجت طلاباً تميزوا في لبنان وخارج لبنان، ولكن الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد اتت لتكون  كرصاصة الرحمة لجامعة الفقراء والكادحين، فهل ثمة خطر جدي حقيقي على الجامعة اللبنانية يوشك بانهيار قريب؟

تروي سحر لـ "الديار" وهي طالبة في قسم علم الاجتماع في إحدى كليات الجامعة اللبنانية في زحلة، أن ثمة صعوبة عندها وعند اترابها للوصول بشكل يومي الى الجامعة نتيجة الارتفاع الكبير في كلفة النقل، التي ارتفعت مما يقارب 10 آلاف ليرة ذهابا وايابا من منزلها إلى الجامعة لتصل لاكثر من 120 الف ليرة حاضراً، هذا عدا اضراب اساتذة الجامعة، والقلق من عدم المقدرة على الاستمرار، وبالتالي إيقاف تحصيلها العلمي لأنها غير قادرة على التسجيل في جامعة خاصة، وهو ما تحدث به زملاء لسحر في اقسام أخرى، حيث يواجه الجميع الصعوبات نفسها.

عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية احمد رباح رأى أن الجامعة تمر في اخطر ازمة منذ نشأتها. فالانهيار المالي ادى الى فقدان كل المقومات اللوجستية التي تحتاج اليها الجامعة لتسير امورها. الرواتب التى لم يعد لها قيمة ولم تعد تكفي الاستاذ لتسديد فاتورة اشتراك مولد كهرباء. الاساتذة لا يستطيعون الحضور بسبب ارتفاع اسعار المحروقات.

 

واكد رباح أن المشكلة تكمن عند السلطة التى لا تبحث عن حلول جدية لمساعدة الجامعة على تخطي الازمة، وهناك خوف فعلي من ضياع العام الجامعي على الطلاب وعدم امكان البدء بعام جديد، وهناك مشكلة سرقة 50 مليون دولار مستحقات للجامعة من فحوص pcr تم نهبها من قبل شركات الطيران. ويحاول رئيس الجامعة والعمداء والمسؤولون في الجامعة القيام بجهد كبير مع السلطات لايجاد حلول لتخطي الازمة.

الأستاذة في الجامعة اللبنانية باسمة زين الدين قالت لـ "الديار" ان الوطن يمر في أزمة كبيرة، وجامعة الوطن هي صورة مصغرة عنه، وهي تعيش هذه الأزمة بشكل مباشر، بحيث ان الشلل أصاب كل مرافق الجامعة، والسبب معروف ومعلوم ، فسوء إدارة البلاد التي أدخلت البلاد في أزمة، ادخل الجامعة في نفق مظلم إلى أقصى الحدود، ولا يمكن إنقاذ الجامعة الا من المكان نفسه الذي وضعت الجامعة فيه في هذا النفق، وعندما يستيقظ الضمير عند من ادخل الجامعة إلى هذا النفق، تعود الجامعة كما نعرفها، مع تكاتف وتعاون القوى جميعها، فهذه الجامعة تجمع كل شرائح الوطن، والناس يجب أن يتحرك لانها جامعته، وبدمارها سنصل للجهل الفساد، وسيصبح التعلم لشريحة معينة فقط من الناس، فالجامعة اللبنانية هي الأمل المتبقي، والجميع مطالب للوقوف إلى جانب الجامعة اللبنانية.

ودعت زين الدين أرباب الدولة الى ضرورة النظر إلى الجامعة نظرة مسؤولة حتى تعود الأمور الى نصابها، والطلاب يمكن لهم أن يقفوا إلى جانب الأهالي في كل لبنان وقفة تضامنية، ولكن الاساس هو اعادة نظر من كل الأحزاب والشرائح والقوى الفاعلة لاعادة وضع هذه الجامعة في المكان الامثل، وبالنسبة للاضرابات فهذه ورقة احترقت، ونحن ضد نزول الأستاذ الجامعي الى الشارع ، لأن لديه حصانة علمية وأخلاقية تمنعه أن ينزل، والطلاب يستطيعون كل من موقعه أن يؤدي دورا كبيرا في هذا الإطار.