اختتام مهرجانات بيت الدين بحفلتين عامرتين مع غي مانوكيان

18 تموز 2022 19:32:37 - آخر تحديث: 18 تموز 2022 22:13:12

بالرقص والدبكة والزغاريد، وأجواء الفرح التي افتقدناها في السنوات الأخيرة، اختتم عازف البيانو غي مانوكيان وفرقته المرافقة مهرجانات بيت الدين 2022، التي عادت على مدى أربع ليالٍ مجانية هذا العام، في رسالة أمل وتحدٍ أرادتها لجنة المهرجانات بوجه الأزمات الكثيرة التي يغرق بها لبنان واللبنانيين منذ خريف عام 2019، وما زال.

في ليلتين من العمر، وعلى طريقته المحبّبة للشباب، ألهب الفنان مانوكيان مشاعر جمهور بيت الدين الذي غصت به ساحة "السلملك"، وهم من محبي الأغاني الشعبية اللبنانية التي حفظوها عن ظهر قلب وردّدوها مع فرقة الكورال. وعلى مدى ساعة ونصف، دون توقف، لم تهدأ الصيحات والزغاريد ولم يكلّ الجمهور من التصفيق والرقص حيث انعقدت حلقات الدبكة حول قارع الطبل الذي ترجّل عن المسرح خلال تقديم أغنية الفنانة سميرة توفيق "يا عين مولايتين" ما زاد من حماسة الجمهور وتفاعله، سيّما وأنّ الفنان مانوكيان أحسن في اختيار برنامجه من ألبومات كبار الفنانين اللبنانيين، أمثال زكي ناصيف، والسيدة فيروز، ووديع الصافي، وملحم بركات، وسميرة توفيق، وماجدة الرومي، وإلهام مدفعي، ومروان محفوظ، إضافةً إلى بعض الأغاني من التراث الشعبي العراقي والمصري والأرمني. وتضمّن البرنامج الأغنيات التالية: طلو حبابنا، طلعت يا محلا نورها، نقيليك أحلى زهرة، حلوة يا نيّالها، مالي شغل بالسوق، بحبّك يا حبيبي بكل المطارح، سلّم عليها يا هَوا، قمرة يا قمرة، موعدنا بأرضك يا بلدنا، تمادا - أرمني، بتونِّس بيك - وردة الجزائرية، سهر الليالي وكان عنا طاحونة على نبع الماي، على العين مولايتين و12 مولاية، يا سيف ال ع  الإعدا طايل، عندك بحرية يا ريّس، راجع راجع يتعمّر راجع لبنان، نسّم علينا الهوا.

لم يهدأ عازف البيانو غي مانوكيان طوال العرض متنقلاً على المسرح بين العازفين محمّسا الجمهور والكورال وبين العزف على البيانو والتحدّث إلى الجمهور والحاضرين، سيّما وأنّه يعرف جيداً جمهور بيت الدين حيث سبق له أن شارك مرتين في إحياء ليالي المهرجانات، وكان آخرها عام 2016 حيث شارك في إحياء حفل (يا عاشقة الورد) مع نخبة من الأصوات الشبابية الواعدة، تكريماً للفنان زكي ناصيف بمناسبة مرور مئة عام على ولادته، حيث دأبت لجنة المهرجانات على تكريم عمالقة الفن والغناء اللبناني والعربي على مدى السنوات السابقة.

تربّع الموسيقي والملحن وعازف البيانو اللبناني- الأرمني غي مانوكيان على عرش الشهرة الفني عازفاً موسيقياً رئيسياً مع الأوركسترا والفرقة المرافقة محلياً ودولياً على مدار الثلاثين عاماً الماضية، وازدادت شهرته عندما نجح في دمجه الخلاق بين الموسيقى الشرقية والغربية، وفي مهارته المميزة  في العزف على البيانو. وقدّم حفلاته في لندن، وسنغافورة، والقاهرة، ودار الأوبرا في دبي، والكويت، والمكسيك، وتشيلي، وأبوظبي، وموناكو، ولوس أنجلس، ويريفان، ودار الأوبرا في سيدني، ومهرجانات بيت الدين وجبيل الدولية، وبلاديوم لندن، والمركز الثقافي لمؤسّسة «ستافروس نيار كوس» في أثينا اليونان، وقاعة أولمبيا التاريخية في باريس، وغيرها الكثير. وفي «بيت الدين» سيُسعد جمهوره لمرة جديدة بهذه المعزوفات التي تزاوج بين الشرقي والغربي ببراعة فاتنة.

حاز غي مانوكيان الكثير من الجوائز، أهمها بالنسبة له جائزة الموسيقى الأرمنية التي حصل عليها في لوس أنجلوس لأفضل ألبوم رقص، وجائزة أفضل لحن عربي للعام الحالي عن "حريم"، والتي نالها في لبنان عام 2002 بالإضافة إلى أفضل ألبوم رقص في حفل توزيع جوائز الموسيقى العربية الذي أُقيم في دبي عام 2003.