بالصور - ثلاثة معارض تشكيلية بالتوازي مع ليالي بيت الدين الفنية
14 تموز 2022
14:32
آخر تحديث:14 تموز 202217:15
Article Content
جرياً على عادتها في الإضاءة على القضايا الإنسانية والحياتية والبيئية والتراثية، والتي جسّدتها على مدى سنوات حفلاتها بمعارض فنية مختلفة، تقيم مهرجانات بيت الدين هذا العام ثلاثة معارض فنية تشكيلية ومنحوتات بتنسيق من السيد صالح بركات، والتي تضم لوحات لكبار الفنانين التشكيليين اللبنانيين: الأول ضمن مجموعة خاصة بقصر بيت الدين لشخصيات تاريخية لعبت دوراً مهماً في لبنان منذ عهد الإمارة المعنيّة. والثاني مجموعة أخرى لفنّانين تشكيليين لبنانيين وعرب تحت عنوان "طبيعي/ مش طبيعي، ويسلّط المعرض الضوء على التناقض الفني الذي يبرزه الفنّانون في رسمهم للطبيعة. والثالث منحوتات من أعمال عائلة بصبوص والسيدة سلوى روضة شقير، والذي يقام في ساحة الميدان ويدمج بين النحت التقليدي والتشكيل الحديث للمجسّمات الفنية.
المعارض الثلاثة التي جرى افتتاحها مساء أمس، 13 تموز، بحضور وزير الإعلام زياد مكاري، ممثلاً رئيس الجمهورية، ووزير الثقافة محمد وسام المرتضى، واللذين جالا في المعارض برفقة رئيسة لجنة المهرجانات السيّدة نورا جنبلاط. وتستمر المعارض باستقبال روادها لغاية 30 آب.
المجموعة الخاصة بـ "قصر بيت الدين “ التي تضم لوحات لكبار الفنانين التشكيليين في لبنان من بينهم عمر أنسي، وحبيب السرور، ومصطفى فرّوخ، ووهيب البتديني، وخليل زغيب، صليبا الدويهي، وأمين الباشا، وخليل صليبي، وسيزار الجميل، وسليمان جعجع . تعود قصة حماية هذه اللوحات والحفاظ عليها إلى أيام الحرب الأهلية اللبنانية، عندما وقع قصر بيت الدين تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي سنة 1982 وحتى انسحابه في أيلول 1983، حيث تولّى الحزب التقدمي الإشتراكي حماية القصر من التدمير والسرقة والتخريب خلال الحقبة التي عرفت بـ "حرب الجبل"، وحيث أدرك وليد جنبلاط القيمة التاريخية والثقافية للقصر وموجوداته، فشكّل فريقاً مهمته حماية تلك الجوهرة المعمارية اللبنانية التي تعود جذورها إلى القرن التاسع عشر والحفاظ عليها.
"مجموعة قصر بيت الدين" هي مجموعة مذهلة من الرسومات واللوحات الزيتية من القرنين التاسع عشر والعشرين، وكانت وجدت في القصر سنة 1973، وتمّ المحافظة عليها كما هي تماماً، دون أي تأكيد على أن الموجودات الحالية هي كل ما كان موجوداً قبل الاحتلال الإسرائيلي.
لقد قامت لجنة مهرجانات بيت الدين في إطار التحضير لهذا المعرض، بالبحث المعمّق حول أصول هذه المجموعة، ولم تعثر بعد على لائحة كاملة لها، مع الإشارة إلى أن ملكية هذه المجموعة تعود إلى وزارة الثقافة التي تعمل على رصد الأسس التاريخية للمجموعة، تحت إشراف ومتابعة متحف بيروت للفن.
" طبيعي ... مش طبيعي" معرض يسلّط الضوء على كرم الطبيعة وجمالها، وعين الفنان وريشته التي تجسّدها بألوان وأشكال مختلفة. أما التناقض المشار إليه في العنوان فيبرز بالمقاربات الفنية المختلفة التي اتّبعها الفنانون لتمثيل الحالة المتضاربة بين ما هو طبيعي وبين ما هو غير الطبيعي.
لقد ضمّ المعرض مجموعة مميزة تعتمد النهج الفني الذي ينقل الطبيعة في حالتها الصافية والحيوية، وجمالها الغامض والخلاب خلال المواسم وفي البيئات المختلفة، كتلك التي تصوّر الورود المتفتحة والأشجار المزهرة، والطيور الملونة والنظام البيئي المائي، تقديراً من الفنانين للحياة البرية، وتقدير الإنسان للطبيعة والحفاظ على مواردها ومخلوقاتها.
بالمقابل، نجد في المعرض أعمالاً فنية وصوراً تسلّط الضوء على الحالة غير الطبيعية التي تصيب الطبيعة بعد حرائق الغابات، وقطع الأشجار، وعرض الطيور المصادة. وتصبح هذه الأعمال الفنية نقداً لتصرف الإنسان غير الطبيعي وغير المفهوم تجاه الطبيعة، ومن هنا أصبحت الأعمال الفنية مثيرة للجدل، لا سيّما لدى الناظرين تجاه الإرهاب البيئي.
ازدواجية التعبير الفني التي سلّط المعرض الضوء عليها. وعلى الرغم من اختلاف معالجة الفنانين للموضوع والوسائط الفنية المستخدمة مثل التصوير الفوتوغرافي، والمنحوتات والمنسوجات واللوحات القماشية، فقد أوضح الفنانون بأعمالهم المتنوعة أهمية الطبيعة وضرورة الحفاظ عليها. ومن أشهر الفنّانين المشاركين في المعرض، كاتيا طرابلسي، جاد دباغيان، آرام جوقيان، هالة شقير، سمير خداج، تيو منصور، ندى متى، مانوك (سوري الجنسية).
منحوتات ساحة الميدان المتنوعة، وتضم مجموعة من منحوتات صخرية للفنانين ألفرد وجوزيف بصبوص، ومجسّمات تشكيلية للفنانة سلوى روضة، تدمج ما بين التقليد والحداثة.
إعلان