انطلقت ليل أمس مهرجانات بيت الدين وعادت الأضواء تلمع في سماء الشوف وعادت انغام الموسيقى والطرب لتتردد صداها في وديانه، وعادت الحياة لتدب في القصر التاريخي، وعادت ليالي السهر على تلال الشوف تحت ضوء القمر الذي وصل أمس إلى اقرب نقطة من الأرض وبدا في لونه الخمري وكأنه يظلل الساهرين في بيت الدين بهالة نوره، عادت مهرجانات بيت الدين برسالتها الفنية ولوحاتها الإبداعية والثقافية لتضفي بعضاً من الأمل والفرح والحياة في نفوس اللبنانيين المثقلة بالأزمات والخيبات، وتضيء شمعة في عتمة لياليهم الحالكة بالسواد.
وسط حضور شعبي ورسمي وإشراف ومتابعة مباشرة من السيدة نورا جنبلاط وأعضاء لجنة المهرجانات وبحضور ممثل رئيس الجمهورية وزير الإعلام زياد مكاري ووزير الثقافة محمد وسام المرتضى ووزير الداخلية بسام مولوي ووزير التربية عباس الحلبي والسفيرة الأميركية دوروثي شيا والسفيرة الفرنسية آن غريو، وسفراء عرب وأجانب ومحبي الموسيقى الكلاسيكية أحيت فرقة "Les Cordes Résonnantes" الليلة الأولى من ليالي بيت الدين 2022، وهي فرقة موسيقية لبنانية تضم السوبرانو لارا جو خدار، والميزو سوبرانو ناتاشا نصار، بقيادة عازف الكمان جو ضو، والتي قدمت مجموعة واسعة من أشهر أغاني الاوبرا وباقة من موسيقى الأفلام العالمية والتاريخية، تحت عنوان "إنه المكان الذي يدخل منه الضوء".
في ساحة "السلاملك" الداخلية، وهو المكان الذي بدأت فيه مهرجانات بيت الدين في العام 1984، حينما تحدّت حقبة الحرب، وعلى مدى ساعة ونصف تألقت فرقة "Les Cordes Résonnantes" بأدائها التقني وتناغم عازفيها وقدرة المؤديتين لارا جو خدار وناتاشا نصار من جذب الجمهور بأصواتهم الرائعة وبقدرتهم على التحكم بالطبقات الصوتية وبطريقة الأداء المنفرد والثنائي وفي التناغم مع الموسيقى الساحرة التي نجحت المجموعة بتقديمها، لقد أظهرت فرقة "Les Cordes Résonnantes" بقيادة المايسترو جو ضو نجاحا وتناغما مميزين، لا سيما اختيارهم أجمل الأغاني التاريخية والموسيقى العالمية، والتي نقلتنا الى أجواء من الرقيّ نفتقدها في أيامنا الحالية.
فرقة Les Cordes Résonnantes تأسست عام 2018 ، وتضم موسيقيين لبنانيين محترفين يتوقون إلى تقديم الموسيقى عالية الجودة في أفضل حالاتها، ما جعل فرقتهم من الفرق الواعدة في لبنان.
شاركت الفرقة بنجاح في العديد من الفعاليات والمهرجانات الموسيقية في لبنان وكذلك في المهرجانات الدولية في فرنسا، وأظهرت روحًا نشطة في تنظيم وإنشاء مشاريع فريدة من نوعها لإثراء المشهد الموسيقي الكلاسيكي في لبنان وتغذية جمهورها بتجارب أداء جديدة.
