Advertise here

خروف العيد فرحان.. اللحمة في لبنان "شم ولا تدوق"

09 تموز 2022 07:33:20

عشية عيد الأضحة المُبارك، وبما أنّ النسبة الأكبر من اللبنانيين أصبحت كـ"المتسوّلين على أبواب اللئام" يعتاشون على موائد "شم ولا تدوق"، فإنّ عيد التضحية والتفاني، العيد الأكبر الممهور بالكبش الفادي لسيدنا إسماعيل عليه السلام من سكّين أبيه سيدنا إبراهيم أبي الأنبياء، فإنّ لا لحم ولا شحم في زمن القحط اللبناني.

ففي وطن الشعب المسحوق، باتت أسعار اللحوم كما الأضاحي خارج قدرة غالبية المواطنين، لتغيب عشيّة العيد "رهجة" الأضاحي، مع حركة "شبه معدومة" في أسواق المواشي ومحلات بيع اللحوم في معظم المناطق، بل يقتصر الأمر على "الإستفسار" عن الأسعار، والتحليق بعيداً عند سماع معزوفة الأرقام المتضخّمة، حتى أنّ بعض الجمعيات الإغاثية والأهلية استعاضت عن "توزيع اللحوم" بتقديمات مالية قد تساعد الناس على شراء أولوياتهم الأساسية البعيدة المنال بحكم قدرتهم الشرائية المعدومة. 

وفي سؤال عن أحوال أسواق المواشي والملاحم عشية العيد؟.. أجاب ممثل نقابة اتحاد القصّابين وتجار المواشي الحيّة ماجد عيد بتأكيد أنّ "حركة بيع اللحوم أو الأضاحي سواء في الملاحم أو السوبرماركات أو المسالخ خجولة جداً"، موضحاً أنّ "المبادرات الفردية انعدمت تقريباً، وهناك استثناءات معينة، إذ اقتصرت الأضاحي على الطبقة الميسورة جداً وبنسب خجولة جداً عن السنوات الماضية".

وأشار عيد إلى أنّه "قبل الأزمة كانت الطبقة الوسطى الى جانب الميسورة هي من تقوم بالأضاحي، ولكن مع إختفاء الطبقة المتوسطة تزداد الأزمة سوءاً، وبالتالي المبادرات الفردية قليلة جداً، حتى أن الطبقة الغنية عزفت عن المبادرة التي باتت حصراً على الجمعيات التى تتلقى الدعم والأموال من الخارج، والإقبال منها على ذبح الأضاحي هذا العام جيد".

أما بالنسبة إلى أسعار اللحوم، سواء الغنم أم البقر، فأوضح عيد أنّ "الأسعار ما زالت كما كانت عليه في السابق، حيث يترواح كيلو اللحم الحي ما ببن 4.5 و5 دولارات، فالغنم الذي يبلغ وزنه 50 كلغ سعره يتراوح بين 250 إلى 230 دولاراً للكلغ، أما البقر الذي يترواح وزنه ما بين 400 و500 كلغ فسعره ما بين 1000 و1300 دولار للكلغ"، لافتاً إلى أنّ "الفارق هو أن السعر على حاله بالدولار، لكنه بات يُحتسب على دولار السوق السوداء لأنّ الأغنام والأبقار تُستورد من الخارج، وبالتالي الدولار يتحكم بالأسعار جراء انهيار العملة اللبنانية، فالماشية التي كانت بـ250 دولار قبل الأزمة تساوي 375 ألف ليرة، أصبح سعرها اليوم يتراوح ما بين 6 مليون وأكثر وفق سعر الصرف غير الرسمي".

وختم عيد مؤكداً أنّ "الأزمة كبيرة في قطاع اللحوم الحيّة ولا تقتصر فقط على عيد الأضحى، كما بقية القطاعات حيث يكافح المستوردون والتجار في محاولة للنجاة في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان".