مع اقتراب أي عيد في ظلّ الأزمة التي يعيشها لبنان منذ حوالي الثلاث سنوات، وبدل الحديث عن فرحة الأعياد والنشاطات والعادات والتقاليد، تتركّز كلّ المواضيع على انعدام القدرة الشرائية للمواطن وندرة الحركة في الأسواق. فكيف هي الحال اليوم مع اقتراب عيد الأضحى؟
يُشير رئيس جمعيّة تجار عاليه، سمير شهيّب، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة إلى أنّ "الحركة لا تزال بطيئة جداً"، قائلاً: "لا نشعر بالعيد علماً أنّ الأسواق مجهّزة بالحدّ الأدنى لاستقبال العيد".
الأسباب التي تدفع الناس لعدم الشعور بالعيد معروفة، فالوضع في البلد يكاد يقتل أي شعور بالفرح حتى بات معظم الشعب يُصارع الأزمات المتتالية ناسياً طعم المناسبات. هنا يلفت شهيّب إلى أنّ الناس لم يعد لديها قدرة شرائية، والوضع صعب جداً خصوصاً بعد التدهور الكبير لسعر الصرف، واستمرار عدد كبير من المواطنين بتقاضي رواتبهم بالليرة اللبنانيّة، تحديداً موظفي القطاع العام".
ويضيف في السياق عينه: "نتمنّى أن تكون هناك حركة خلال العيد، ولكن لا نتوقّع ذلك". فالعيد أيضاً بعيد عن الأسواق والتجار والعاملين الذين باتوا يجزمون أنّ فترة الأعياد تكاد لا تختلف عن أي يوم عادي. ولكن، يلفت شهيّب إلى أنّهم كتجّار يحاولون تخفيض الأسعار قدر الإمكان والاستمرار بتقديم الأفضل، ويقول: "سنحاول زيادة ساعات العمل ليلاً رغم انقطاع الكهرباء"، سائلاً: "كيف يمكن التحضير والاحتفال بالأعياد للقيام بحركة تجارية من دون كهرباء؟!" وإذ يعتبر شهيّب أنّ الوضع اليوم بات كارثياً، وأنّ الانهيار التام لم يستثنِ أحداً، أشار إلى أنّ الوضع العام الماضي كان أفضل من ناحية الوضع المعيشي، رغم وضع كورونا الضاغط حينها.
الوضع لم يعد على حافّة الانهيار إذاً، إنّما باتت الكثير من المؤسّسات تكافح من قلب الانهيار. ولذلك يُطالب شهيّب الدولة بحلّ الأزمة ومكافحة السرقات والفساد المتغلغل في كافة مفاصلها.
ويختم أخيراً بخبر للحدّ من سلبيّة الواقع الحالي بالكشف عن تنظيم عدد من المهرجانات والمعارض بعد العيد لتنشيط السوق التجاري، قائلاً: "إنّنا نحاول العمل "بطلوع الروح".
هكذا الوضع في الأسواق ولدى التجار وفي البيوت قبيل العيد، حالٌ تعكس واقع البلد الذي بات مهترءاً، ولا يتّسع حتى للقليل من فرح شعبه.