بعد ثلاث سنوات مضطربة من الحكم... جونسون يستقيل
07 تموز 2022
14:37
Article Content
استقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس من منصبه كرئيس تنفيذي لحزب المحافظين ممهدا بذلك الطريق لاختيار خلف له لرئاسة الوزراء في البلاد التي تشهد أزمة سياسية غير مسبوقة.
وأعلن جونسون البالغ من العمر 58 عامًا من أمام مقره في 10 دوانينغ ستريت "واضح أن إرادة الكتلة البرلمانية لحزب المحافظين أن يكون هناك زعيم جديد لهذا الحزب وبالتالي رئيس جديد للوزراء".
وياتي تنحيه بعد موجة استقالات من فريقه الحكومي احتجاجًا على قيادته، لكنه سيبقى في منصب رئيس الوزراء حتى انتخاب بديل له.
وسُيعلَن عن موعد بدء الترشح لقيادة الحزب الأسبوع القادم، كما قال، بعد ثلاث سنوات مضطربة من الحكم، خرجت خلالها بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعانت من جائحة كوفيد وفضائح متزايدة.
وستجري انتخابات قيادة الحزب في الصيف وسيحل الفائز مكان جونسون لدى انعقاد المؤتمر السنوي للحزب مطلع تشرين الأول/أكتوبر، حسبما نقلت هيئة بي بي سي ووسائل إعلام أخرى.
وقال جونسون إنه يشعر "بالحزن ... إزاء التنحي عن أفضل وظيفة في العالم" مبررا تمسكه بالمنصب حتى اللحظات الأخيرة بإنجاز المهمة التي فاز بها في انتخابات عامة في كانون الأول/ديسمبر 2019.
وفي الساعات المحمومة التي سبقت إعلان جونسون الاستقالة، رحب زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر برحيله الوشيك.
غير أن ستارمر أكد على الحاجة إلى "إلى تغيير حقيقي في الحكومة" وطالب بحجب الثقة في البرلمان، ما قد يؤدي إلى انتخابات عامة بدلا من أن "يبقى (جونسون) متشبثًا لأشهر وأشهر".
وحتى فيما كان جونسون يفكر بالاستقالة سعى للامساك بزمام الأمور فأعلن عن عدد من التعيينات بدلًا من أعضاء الحكومة المستقيلين.
من بين تلك الشخصيات غريغ كلاك، المعارض الشرس لبريكست على عكس جونسون.
تمسك جونسون بالسلطة رغم إعلان أكثر من خمسين من أعضاء الحكومة بينهم خمسة وزراء استقالتهم منذ الثلاثاء، وأكد تمسكه بالمنصب مساء الأربعاء.
لكن يبدو أن رحيل وزيرة التعليم ميشيل دونيلان الخميس ودعوة وزير المالية الجديد ناظم الزهاوي له إلى الاستقالة - وكلاهما عينا قبل يومين فقط - هو ما رجح كفة الميزان إلى جانب تحذيرات بتصويت جديد لحجب الثقة من جانب النواب المحافظين.
حكومة غير فاعلة
ويظهر اسما وزير الدفاع بن والاس، وريشي سوناك الذي مهدت استقالته من منصب وزير المال الثلاثاء الطريق أمام موجة الاستقالات الأخرى، من بين الشخصيات الأوفر حظا لخلافة جونسون بحسب استطلاع اجرته يوغوف شمل أعضاء حزب المحافظين.
وسيتخذ هؤلاء الأعضاء القرار بشأن اختيار الزعيم الجديد للحزب بعد أن يقلص نواب الحزب عدد المرشحين إلى اثنين.
بدأ تسارع الأحداث الخميس باستقالة وزير إيرلندا الشمالية براندون لويس ليصبح رابع وزير مستقيل في الحكومة، قائلا إن جونسون "تجاوز نقطة اللاعودة".
لكن حتى وقت متأخر من مساء الأربعاء تحدى جونسون دعوات أنصاره وزملائه في مجلس الوزراء للتنحي فأقال الوزير مايكل غوف حليفه السابق. وقال مصدر مقرب من جونسون لهيئة بي بي سي إن غوف كان "ثعبانًا".
وذكرت صحيفة "ذا صن" إن جونسون قال لوزرائه إنه سيتعين عليهم "غمس أيديهم في الدماء" لإزاحته عن منصبه، لكن أحداث الخميس أجبرته على تغيير موقفه.
جاءت الاستقالة المفاجئة والمدوية لسوناك ووزير الصحة ساجد جاويد مساء الثلاثاء بعد اعتذار جونسون عن تعيين كريس بينشر النائب المحافظ الذي أجبر على التنحي بعد اتهامه بملامسة رجلين وهو في حالة سكر.
فبعد نفي داوننغ ستريت علم جونسون بالاتهامات السابقة الموجهة له كشف موظف حكومي كبير سابق إنه أُبلغ في 2019 بحادث آخر على صلة ببينشر. وأدت القضية إلى تغيير مواقف كثيرين في حزب المحافظين الذين غضبوا لاضطرارهم للدفاع عن أكاذيب جونسون كما قالوا.
وحصلت مواجهة بين جونسون ووفد من حكومته الأربعاء بعد عودته إلى دوانينيغ ستريت من جلسة استجواب مطولة أمام لجنة برلمانية. وذُكر أن وزيرة الداخلية المتشددة بريتي باتل كانت ضمن أعضاء الوفد.
وداعا بوريس
قالت المدعية العامة سويلا بريفرمان لقناة "آي تي في" إنها لن تستقيل لكنها ترى أن "الميزان يميل الآن لصالح القول (...) إنه حان وقت الرحيل". وقالت أيضًا إنها ستترشح لقيادة الحزب.
تلاحق الفضائح جونسون منذ أشهر، بما في ذلك الحفلات التي أقيمت في مقر الحكومة في حين كنت البلاد تخضع للحجر الصحي. وبعد فرض غرامة عليه، واجه تحقيقًا في البرلمان لمعرفة إن كان قد كذب على النواب بشأن هذه القضية.
نجا جونسون بفارق ضئيل من التصويت بحجب الثقة عنه بين نواب المحافظين قبل شهر. وهذا يعني عادةً أنه لا يمكن إعادة التصويت بالثقة لمدة عام آخر.
لكن معلومات أفادت بأن "لجنة 1922" المؤثرة التي تضم نوابًا محافظين ليسوا أعضاء في الحكومة تسعى لتغيير القواعد، وقد أعلنت أنها تخطط لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة الأسبوع المقبل.
وبعد أن أكد جونسون أمام البرلمان الأربعاء أنه باق في منصبه، حثه جاويد في كلمة أمام النواب الوزراء الآخرين على الاستقالة.
وقال في حين خيم صمت على مجلس العموم "المشكلة تبدأ من القمة، وأعتقد أن ذلك لن يتغير".
لكن في نهاية كلمته، ترددت في القاعة صيحات "وداعا بوريس".