Advertise here

قبضة بوتين في الداخل… تضعف

20 أيلول 2018 13:11:00 - آخر تحديث: 24 أيلول 2020 11:32:51

يواجه فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، موجة استياء شعبية غير مرتبطة كما في السابق، بالحريات المدنية. وهذه الموجة هي مؤشر بائن إلى الحال السياسية في روسيا. واندلعت الموجة هذه منذ الإعلان عن إصلاح نظام التقاعد خلال مباريات كأس العالم على الأرض الروسية، وهذا الإصلاح يرفع خمس سنوات سن التقاعد. فالروس قلقون على مستقبلهم ومستوى معيشتهم حين التقاعد. ومذاك، ينفرط عقد شعبية الحزب الحاكم، «روسيا الموحدة». فالفائز في انتخابات المنطقة الشرقية، بريمورييه، زكاه فلاديمير بوتين نفسه، وتواجه في الانتخابات مع معارضين اختارهم الكرملين كذلك. وعلى رغم دعم بوتين مرشحه أندريه تاراسنكو، تفوق المرشح الشيوعي عليه بست نقاط، إثر إحصاء 95 في المئة من الأصوات. وبدا أن خسارة تاراسنكو محتمة، لكن السلطات أعلنت فوزه. واليوم، الشيوعي أندريه إشتشنكو يطعن في «الغش» ويلتزم إضراباً عن الطعام.

ولا تغرد بريمورييه خارج سرب المناطق الموالية للرئيس. فالحزب الحاكم لم يحرز فوزاً من الدورة الأولى، لذا، تضطر الحكومة إلى تنظيم دورة ثانية من الانتخابات في أربع مناطق بين مرشحيها ومعارضين اختارهم الكرملين نفسه لتجنب منافسة فعلية. لكن الناس أقبلوا على الاقتراع لأشباه مرشحين ليظهورا برمهم من الحزب الحاكم، يقول أندريه بيرتسيف المحلل السياسي. ومنذ تقهقر مرشحي الكرملي، يبحث المقربون من فلادبمير بوتين منذ أسابيع في حل بسيط يقضي بإلغاء الانتخابات المحلية.

والقلق يعم كذلك طبقة السيلوفيكي، وهم ممثلو الجناح المتطرف في السلطة الروسية الذين يؤيدون المواجهة مع الغرب. وهاجم فيكتور زولوتوف، رئيس الحرس الوطني الروسي المؤلف من 340 ألف عنصر مكلفين قمع «الثورات الملونة» والحؤول دونها، المعارض أليكسي نافالني، بعد أن وصفه بالفاسد. ونافالني يشن حملة معارضة لإصلاح نظام التقاعد. ودعا زولوتوف، ودعوته هذه خرقت حظر الكرملين على النخب ذكر نافالني، المعارض هذا إلى منازلة متجاهلاً أن الأخير معتقل في السجن لمدة شهر. وفي فيديو مدته 7 دقائق، يصف زولوتوف غريمه هذا – وهو لا وجود له في تقارير التلفزيون الرسمي الروسي – بـ «العفونة السياسية». وموقفه هذا هو مرآة ضعف الكرملين أمام الاحتجاجات، تقول المحللة السياسية تاتيان ستانوفايا. ويشعر المقربون من بوتين بأنه تخلى عنهم، فهو كامل الانشغال بالمسائل الديبلوماسية. لذا، طور هؤلاء صيغتهم الخيالية عن الجواسيس – السياح في مسألة تسميم سكريبال في بريطانيا، وساهموا في توتير العلاقات بالغرب وجنوح العلاقات الروسية – الغربية نحو التشدد.

ويساهم التلويح بعقوبات أميركية جديدة هذا الخريف، وعزلة الكنيسة الأرثوذكسية في النزاع مع أوكرانيا، في تشدد النظام الروسي في وقت يجبه معارضة داخلية تتزامن مع التباطؤ الاقتصادي. ولا يملك النظام الروسي غير ورقة واحدة: قمع «أعداء» روسيا في الداخل والطابور الخامس، يقول الخبير السياسي قنستانتين غآز. لذا، اتهمت موسكو كييف بالمسؤولية عن قصف صاروخي أسقط طائرة «أم أتش 17» فوق الدونباس في 2014، وطعنت في صحة التحقيق الدولي الذي خلص إلى مسؤولية روسيا عن العملية هذه. وهذه الحال تبطل احتمال استئناف الحوار الأوروبي مع موسكو ورفع العقوبات عنها.

* مراسل، عن «لو فيغارو» الفرنسية.