Advertise here

كارثة جديدة… وهؤلاء كانوا يعلمون

28 حزيران 2022 08:08:42

إنها المأساة التي ترفض أن تفارق عاصمة الشمال، وكأن قدر هذه المدينة أن تتوارث الوجع الذي وصل الى حدّ سقوط المأوى الأخير ووفاة طفلة تحت سقف منزلها.

ما كانت هذه الكارثة لتقع لو لم يكن هناك من إهمال وتقصير ولا مبالاة مع الأوضاع المزرية التي يعيشها الأهالي والوضع الكارثي لمئات الأبنية المهددة بالسقوط، الأمر الذي أكدّه بيان بلدية طرابلس الذي كشف أن "هذا المبنى كغيره من المباني المهددة بالإنهيار في المدينة القديمة والقبة والتبانة وغيرها من المناطق الشعبية والتي أعدت البلدية تقارير مفصلة بشأنها وأرسلتها الى جهات الاختصاص، سواء للمديرية العامة للآثار في وزارة الثقافة او للهيئة العليا للإغاثة وبالتالي لجانب مجلس الوزراء او لوزارة الداخلية والبلديات، اضافة الى أن شرطة البلدية وجّهت إنذارات للسكان بضرورة إخلاء هذه المباني الأثرية او القديمة الآيلة الى السقوط".

طبعاً ستتنصّل كل الجهات من مسؤولياتها وستتوالى التوضيحات والبيانات التي ترمي بالمسؤوليات على هذا الفريق أو ذاك، لكن هذا لا يعني أن يستمر تجاهل هذا الملف الخطير جداً في ظل الإحصاءات التي تؤشّر الى احتمال وقوع ما هو أكبر اذا لم يتم ترميم هذه الأبنية وإخلائها بأسرع وقت، وألا تكون كل التصريحات الرسمية "عالوعد يا كمّون".

اعتبر النائب عن المدينة طه ناجي، في حديث لموقع mtv، أن "الأمر المستعجل فوراً هو تشكيل لجنة هندسية من بلدية طرابلس والهيئة الصحية التابعة لمحافظ الشمال للكشف على كل المباني المتهالكة أو التي يُخشى أن تنهار. وكما قيل إن البلدية لديها علم بالمباني المتصدعة، وبالتالي فإن الأهم والملحّ الآن هو تشكيل هذه اللجنة خلال ساعات والكشف على كل هذه الأبنية واتخاذ الاجراءات السريعة بإخلائها بالتعاون مع الهيئة العليا للاغاثة وتأمين مأوى للعائلات التي تسكن فيها والعمل على ترميمها، بغضّ النظر عن الجهة التي ستدفع تكاليف الترميم. وإذا كان الأهالي فقراء فالمطلوب من هيئة الاغاثة ورئاسة الحكومة، بالتعاون مع البلدية، إيجاد حلّ لموضوع الدعم وترميم المستعجل جداً من المباني".

وتعليقاً على أن بلدية طرابلس كانت على علم مسبق بوضع هذه الأبنية وقد رفعت كتباً رسمية بهذا الخصوص الى الجهات المعنية، قال ناجي: "نحن نتوقّع المزيد من الكوارث والفواجع في موضوع الأبنية المتصدعة، لذلك على الجميع تحمّل مسؤولياتهم، الحكومة ووزارة الداخلية والمحافظ ورئيس البلدية، ولا يمكننا أن نرمي التهم جزافاً على بعضنا البعض والقول إنّنا رفعنا كتباً ولم يبادر أحد. فالآن كل هذه الجهات التي ذكرتها مسؤولة بأسرع ما يكون عن الإخلاء كأولوية قصوى وثانياً عن الدعم والترميم وإعادة الأهالي الى الأبنية بعد ضمان سلامتها"، سائلاً: "الى أين يوصل تقاذف المسؤوليات؟ وها قد شاهدنا ماذا حصل وقد وصلنا الى وضع غير مريح أبداً. فاليوم لدينا وضعاً ميدانيّاً طارئاً وكفانا "كوارث بتهدّ الظهر" إضافة الى الانهيار الشامل في البلد".

وعن أعداد الأبنية المهددة بالانهيار في طرابلس، أشار ناجي الى أن البلدية تملك أرقاماً دقيقة بهذا الخصوص.
وعن دورهم كنواب جدد تجاه المدينة، قال: "سنقف الى جانب الأهالي للتخفيف عنهم ما بعد الكارثة. لكننا نريد تجنّب الكارثة وتداركها قبل وقوعها".

كارثة طرابلس قد تتكرّر في أي لحظة، كما في الكثير من المناطق اللبنانية حيث آلاف ملفات الترميم في "الجارور" ومن دون أن يحرّك المعنيون ساكناً.