Advertise here

"جدري القردة" لا يُشبه كورونا... ولكن علينا الترقّب!

28 حزيران 2022 07:57:11

ولكأنّه لا يكفي الشعب اللبناني أزماته الإقتصادية والإجتماعية المتلاحقة، لتأتي الأزمات الصحية بشكل عام والفيروسات بشكل خاص، لتزيد الطين بلّة وتثقل كاهل المواطن أكثر فأكثر. فبعد جائحة «كورونا» التي كبّلت العالم لعامين، حلّ «جدري القردة» ضيفاً ثقيلاً علينا من أقاصي الأرض، ليرافقه إلتهاب الكبد «أ» ويفتك بصحّة اللبنانيين وبخاصّةٍ أهل طرابلس.

الأمر الذي حتّم انعقاد مؤتمر صحافي لوزير الصحة فراس الأبيض طارحاً فيه آخر المستجدات الصحية في البلاد والتشخيص الوبائي.

لاحظنا في الفترة الأخيرة ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا لتتخطى الـ 800 حالة يومياً وتخطّت نسبة الفحوصات الإيجابية الـ 11%. أما فيما يتعلق بالرقم التكاثري، فعندما يكون أقل من 1 نكون في وضع سليم «أي يكون المرض في حالة انحسار»، وفي حال ارتفاعه كما هي الحال اليوم، نكون في وضع غير مطمئن، لأن الحالات إلى ارتفاع.

في هذا الصدد، أكّد وزير الصحة فراس أبيض أننا نتعامل اليوم مع متحوّر شديد وسريع الانتقال BA45 أو BA5، وعلى من يُصاب أو من يشكّ في إصابته بـ «كورونا» أن يعزل نفسه، وبعد الحجر لمدة سبعة الأيام، يمكن للشخص المصاب إعادة فحص الـ PCR للتأكّد من زوال الفيروس في جسمه».

هذا ودعا الأبيض، الأشخاص لتلقّي الجرعات الثالثة والرابعة من اللقاح لحماية أنفسهم من المتحور الجديد «الأشد فتكاً» من السابق. كما دعا الأهل إلى تلقيح أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين الـ5 والـ12 عاماً، مشيراً إلى التعاون الوثيق بين وزارة الصحة والإختصاصيين في مجال طب الأطفال في هذا الشأن.

الوضع الإستشفائي

إلى ذلك، أشار الأبيض إلى أن 80% من المرضى الذين دخلوا في الآونة الأخيرة إلى العناية الفائقة، لم يتلقّوا على الأقل جرعتين من لقاح كورونا، لذلك شدد على ضرورة تلقّي ثلاث جرعات لحماية أنفسهم، وقال: أنّه من الضروري أن يستكمل المواطنون أخد جرعات لقاح «كورونا» والمراكز منتشرة في مختلف المناطق.

هل يقفل البلد؟

أما عن الاتجاه نحو إقفال البلد، فقال الأبيض: «الإقفال بات من الماضي، لأن اللقاح بات متوفّراً للجميع، وهناك شريحة كبيرة تلقّت اللقاح، لافتاً الى أن البلد لن يقفل بسبب كورونا والمسؤولية تقع على عاتق كلّ فرد، وليس فقط عى الدولة، وطالما أن الوضع في المستشفيات ما زال تحت السيطرة، فلن نلجأ الى خيار الإقفال وبخاصّةٍ في ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد، ولكن هناك توجه الى التشدّد في الإجراءات الوقائية».

هذا وشدّد على الإبتعاد عن الأماكن المغلقة، وارتياد الأماكن المفتوحة، كما شدّد على الالتزام بالكمامة والمحافظة على التباعد الإجتماعي المطلوب.

وحدات خاصة في المستشفيات لمصابي «جدري القردة»

وفيما يتعلّق بمرض «جدري القردة»، أكّد أبيض أن «الفحص أصبح موجوداً في لبنان وقد حضّرنا وحدات خاصة في المستشفيات مختلفة عن وحدات «كورونا» للمرضى». هذا و سجّلت إصابة واحدة حتى الساعة بجدري القردة، بعد التشكيك بـ 13 حالة أخرى، وكانت حالة واحدة فقط إيجابية، دون مضاعفات تذكر وتجدر الإشارة إلى أن حالتها الصحية مستقرّة وتتماثل للشفاء.

إلتهاب الكبد الفيروسي «أ»..

وفي حديث خاص لـ»الديار» قال وزير الصحة: «سيناريو كورونا ليس مشابهاً أبداً لجدري القردة حتى الساعة، فلا أظن أنه سينتشر ويتفاقم بنفس حجم «كورونا»، ولكن علينا الترقّب وانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تغيّرات على هذا الصعيد».

وعن «إلتهاب الكبد الفيروسي»، أشار الى إنحسار الحالات، ولكن هناك تخوّف من تكرار ما حصل، وسبب الإصابات هو التلوّث، مؤكداً أن الوزارة كثّفت الفحوصات وتتشدّد بدورها في موضوع سلامة المياه.

وقال: «كان عدد الأشخاص الذين دخلوا إلى المستشفى ضئيلاً جداً لحسن الحظ، وتلقّوا العلاج اللازم».

وتابع الوزير: «هناك تخوّف من تكرار هذه الأزمة الصحية، لذلك نحن نتتبّع من خلال الفحوص وضع المياه بشكل دوريّ منعاً لتفاقم هذه الأزمة، مشيراً إلى أن إلتهاب الكبد الفيروسي «أ» ليس وباء جديد، إنّما الارتفاع الكبير في الحالات هو الجديد».

أما بالنسبة للقاحات إلتهاب الكبد، فما من توصية حتى اليوم لإطلاق حملة تطعيم على الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تتخوّف من مرض آخر وهو «شلل الأطفال»، لأن عدد الملقّحين ضده باتت نسبتهم تقلّ عن الـ 60%.

أما عن لقاحات الحجّ، فأوضح الأبيض أنّ هذه اللقاحات الحجّ ستكون متوفّرة في الصيدليّات خلال يومين، وخيارنا كان رفع الدّعم عن هذه اللقاحات لكي تصل الى الجميع».